صراع المنافسة بين كوكاكولا وبيبسي لا ينتهي ودائما يتخطى الحدود وممكن أن يؤدي إلى قرارات مفاجئة وغير مدروسة بعناية، كما حصل مع شركة كوكاكولا في عام 1985 عندما قررت سحب المنتج القديم المتواجد لقرابة 100 سنة من الساحة ومحاولة الخروج بمنتج جديد New Coke ،الخطأ الذي كان بعد تقصير في بحوث التسويق التي ركزت فيها على الطعم والمنافس Pepsi ، متناسية العديد من العوامل الأخرى المهمة في العملية التسويقية للمنتج هذا تسبب في غضب المستهلكين المستهدفين من الأجيال السابقة وانخفاض المبيعات.

بعد 76 يوم قررت الشركة سحب المنتج الجديد إعادة المنتج القديم، ارتفعت مبيعاتها وحصتها في السوق أعلى من ذي قبل، لكن نحن ماذا نستفيد من تجربة كوكاكولا: 

بحوث التسويق تكون مثمرة عندما يتم تحديد المشكلة بدقة

بينما ركزت البحوث التسويقية على المذاق غفلت على العديد من الأمور الأخرى، مثل الولاء للعلامة التجارية الجيل الذي يستقطبه المنتج الخاص بكوكاكولا وبتركيزها على المنافس فقدت شركة Coca-Cola رؤية ما كان يمثله منتجها في سنواتها الأولى وفي أغلب السنوات الماضية.

كوكاكولا كانت تمثل الأجيال السابقة الأكبر سنا ورسالتها دائما كانت لمة العائلة والوحدة مع الأصدقاء والاجتماعات. على عكس شركة بيبسي اهتمت بجيل الشباب وسرعة الحركة والتغير الذي يعيشونه ومختلف العادات التي تمثل هذه الفئة العمرية.

مقارنة المنتجات الجديد مع القديمة الخاصة بعلامتك وليس بالمنافس

 قارنت شركة Coca-Cola منتجها الجديد بـمشروب Pepsi، لم يقارنوه أبدًا بالوصفة الأصلية الخاصة بهم حتى يقرروا أن المشكلة في الطعم .لم تتم إتاحة الفرصة للمستهلكين لإجراء اختبار التذوق بين الكولا الأصلية و "الكوكا الجديدة" ، فقد تكون التفضيلات مختلفة تمامًا هذه المعلومات كانت ستمنح Coca-Cola منظورًا أوضح لما يريده المستهلكون بالفعل.

المستهلك المستهدف لك والعملاء المخلصين هم أساس القرارات التسويقية

لا بد أن نجعل دائمًا المستهلكين الأكثر ولاءً في طليعة القرارات التي نتخذها، إذا فقدنا قلوب من كانوا معنا في البداية فإننا نخاطر بفقدان أساس منتجنا.

من الممكن الوصول إلى مستهلكين جدد مع الاستمرار في إرضاء عملائنا المخلصين، تخيل كيف يمكن أن تكون الأمور مختلفة إذا قدمت شركة Coca-Cola وصفتها الجديدة دون إزالة الكولا الأصلية من على الرفوف؟

بيبسي كانت تستهدف الجيل الجديد وكوكاكولا كانت تستهدف الجيل القديم، دراسة الجمهور المستهدف بعناية ومعرفة أدق تفاصيله من أهم نقاط نجاح الجهود التسويقية.

يمكنك دائمًا التراجع خطوة إلى الوراء بعد حدوث خطأ

يعتبر الفشل فشلا إذا لم تفعل أي شيء حياله، بعد 76 يوم تراجعت كوكاكولا عن قرارها وتمكنت الشركة من إصلاح الخطأ. علمت أن لديها عملاء مخلصين ومتحمسين بشدة أرادوا أن يكون لهم رأي في علامة كوكاكولا التجارية. وهذا هو مفتاح العمل كرائد أعمال علينا أن نجرب أشياء قد لا تنجح ، لكن علينا أن نتعلم منها ونستمر في المضي قدمًا.

المنافسة أمر جيد في الأعمال لكن في بعض الأحيان ممكن أن تكون هي السلاح التي نقضي به على أنفسنا مثلما حدث مع شركة كوكاكولا، ما رأيكم في هذا الكلام وما هي شروط المنافسة حتى تكون دافع للتقدم وليس العكس؟

الحادثة تظهر على أنها خطأ لكن تبادر إلي سؤال وأنا أكتب، أليس من الممكن أن تكون هذه الفوضى مخططًا تسويقيًا تم العمل عليه بقصد؟