ما هو تقييمكم لاستخدام المحتوى التعليمي كأداة تسويقية؟

سأشارك رأيي بصفتي مستهلكة ومُقدّمة خدمات أُروج لها بهذه الطريقة

كمستهلكة أرى أنّ هذه طريقة مدهشة للتسويق، لأنها تحفز الناس على البحث أكثر حول الخدمات المقدمة والإستفسار حول أسعارها أو الخدمات الأخرى المُقدمة، وأرى أنها سبب في إنشاء علاقة ثقة متبادلة بين العميل ومقدم الخدمة، وذلك من خلال فحص العميل لجودة الخدمة وشراءها وهو متيقن وراضٍ عن ما سيتلقاه، وأتحدث عن الأمر من خلال تجارب طويلة في الإنسياق نحو التكتيكات التسويقية التي شدتني لشراء منتجات وخدمات محددة.

كمُقدمة خدمات أقوم بالفعل بالترويج لدوراتي من خلال هذه الطريقة، فمثلًا أُقدم محاضرة تقديمية مجانًا لكي يتأكد العملاء أنهم سيلقون الخدمة التي رسموها في عقولهم عند إستفسارهم حول الدورة التدريبية وأسعارها وما إلى ذلك، وكما قلت فإن تقديم عينات مجانية للعملاء يجعلهم أكثر ثقة بالبائع، وأكثر إهتمام حول تفاصيل الخدمة

أعتقد أنها وسيلة جيدة للتعلم، ولكن على المرء أن يبحث جيدًا عن مصادر هذه المواد التعليمية، وأن يأخذ بآراء المستخدمين

فقد خدعت عدة مرات بدورات تعليمية، وكانت جودتها رديئة جدًا ويمكن إيجاد ما تقدمه بجودة أفضل في اليوتيوب، ولذا فأنا أستفسر جيدًا عن أي دورة قبل التقدم لها، وأحاول أن أبحث عن الدورات التي تكون أسعارها مقبولة ومناسبة لما تقدمه وأبتعد عن العروض البراقة

ما من شك في أنها أداة جذابة ونافعة لكلا الطرفين؛ لأنني كمستهلك سأقول لنفسي بكل بساطة: "اشترك في أول مسار، فإن أعجبك الأمر اشترك في سائر المسارات، وإن لم يعجبك فما خسرت شيئا، بل استفدت معلومات وخضت تجربة"

والشيء نفسه سيقوله المسوق؛ لأنه قطعا سيقتنع البعض بمحتوى المسار.

على تطبيق (مدكر) المختص بتعليم القرآن الكريم، يعطي عشرة دقائق مجانية لكل من يدخل على التطبيق من أجل التجربة، وكثير من المشتركين في هذا التطبيق بدأ الأمر عندهم هكذا. يأخذ الدقائق المجانية ثم يقرر بناء على هذه التجربة، وقد رأيتها ناجحة جدا.

اتفق مع هذا الشكل من التسويق ولكن بشرط، أن يتم توضيح ذلك

أقصد أننا نرى شخص ينشر الدورة مجانية، ثم يفاجأ المستهلك أنها مدفوعة، فيجب التوضيح بداية أن الدورة مدفوعة ولكن الأساسيات مجانية وتستطيع مشاهدتها الآن

أقصد هنا أن يكون المستهلك على دراية بالتفاصيل وعدم اللجوء إلى خداعه والتلاعب عليه بهدف بعض الدولارات

تحياتي

أرى أننا في حاجة إلى طرح لكلا المنظورين على حد سواء يا صديقي، لذلك سوف أتناول الرأي الخاص بي من زاوتين:

أولًا، زاوية المستهلك:

لقد اختبرتُ العديد من أمثلة التسويق بالمحتوى التعليمي كنوع مؤثر جدًا، خصوصًا فيما يخص شراء الخدمات، حيث أن التعامل مع العديد من هذه النوعيات من المحتوى تكسبنا خبرة فعلية. وقد اختبرتُ الأمر في البداية عبر دورات SEMrush التدريبية، والتي تسوّق من خلالها الشركة لمنتجاتها الخدمية والأدوات التقنية التي تتيح شراءها.

ثانيًا، زاوية الخبير:

ومن هذه الزاوية أستطيع التعامل مع الأمر كمسوّق إلكتروني وكاتب محتوى، حيث أنني أدركتُ أن التسويق الذاتي بالتأكيد لا يؤتي أكله إلّا من خلال صناعة محتوى معرفي وتعليمي مفيد، فالخلفية التي يشكّلها عنّا العملاء والجمهور المستهدف عبر المنصات المختلفة لا تتكوّن إلّا من خلال إدراكهم للكم المعرفي والخبرات الذي ننشره ونشاركه، وبالتالي فإن هذه الاستراتيجية يمكننا الاعتماد عليها في مختلف المجالات، لا التسويق الذاتي لخدماتنا فقط.