التسويق في زمن الكورونا

قد اتفق ولا اتفق إذا نظرنا للأمر من منظورين مختلفين، ولكن لنتفق على شيء مُعين وهو أنّ الأزمات تصنع الملايين

الجميع في أزمة حالية، وحرفيًا الجميع يخسر أيًا كان مجال عمله = أنّ الأزمة سوف تؤثر على أصحاب البيزنس الذين لديهم ردة فعل بطيئة، وخوف من التجارب! لذلك قد نقول الأمر مفيد :)

وهنا نأتي إلى المنظور الأول، وهو استغلال الأزمات كأصحاب بيزنس في التسويق لنفهسم كشركات: الأزمة الحالية عملت فلترة كبيرة للسوق، وجعلت جميع المنافسين الذين دخلوا للسوق كـسبوبة يختفون، والبقاء دائمًا للأقوى، المقصود بالفلترة القوية للسوق هو وجود المنافسين الأقوياء فقط، وبسبب هذه الأزمة سوف يقومون بعمل قيمة مضافة للعميل، وهذا إنّ دل على شيء، يدل على أنّه سوف يقوم بعمل إنعكاس لكل الـ Business Owner بأنّهم يبدأوا من تطوير مهاراتهم، ونفسهم، ووضع خطط بديلة، ومثلما يوجد خطط للنجاح وأنّ العالم لونه وردي، لازم يكون في خطط أيضًا للمشاكل، والخسارة، وكيفية حلها، وبأعتقادي هذا الأمر سيجعل الـ entrepreneur يركز أكثر في شكل الـ Business Model الخاص بكل الـ Startup الفترة القادمة، مما قد يؤدي إلى مشاهد عظيمة بالنسبة لنا.

الذي يحصل الآن من الشركات هي أنّها بدأت تركز على الـ awareness أكثر من أجل العميل أنّ يهتم، ويستفاد منهم، ويشتري بطريقة غير مباشرة، وبعد انتهاء الأزمة سوف يبقى متذكرهم، وهذا معناه نوع من أنواع الـ Long term sales، لأنّه في وسط الأزمة استطاع الاستحواذ على جزء من العميل، ويثبت الـ Image الخاصة به في عقل العميل... لذلك جميع الشركات التي ظهرت في وسط الأزمة بشكل غير مباشر عن طريق التوعية، وزودت مبيعاتها، هتكتسح شركات تانية بعد الأزمة.

أما المنظور الثاني الإنساني فـهناك الكثير من الشركات التي كانت مبادراتها فعلاً من المنظور الانساني، لذلك لا يُمكن تعميم الامر بشكل كامل على جيمع القطاعات أو الشركات أو أصحاب الأعمال

أرى أن أفضل طريقة لجذب ألباب الناس هو أن تتشارك الشركات الوطنية لإنشاء صندوق إنقاذ ذوي الدخل المحدود وذوي اللادخل، حيث أن هذه الأزمة طحنتهم طحناً، فمن كان يقتات على بضعة دولارات يجنيها بعد ساعات طوال تحت حرارة الشمس كبائع متجول لا بد أن يشعر أنه يعيش بين أهله من خلال التراحم، وبلا ك فإن الشركات أقدر من الأفراد على القيام بهذه المهمة النبيلة.

جميل الحث على احداث أمر جيد في المجتمع تلك الفترة وان نكفل بعضنا البعض، ولكن أرجوك لا تربط هذه المبادرات بالتسويق حتى لا يتحول الأمر إلى تجارة مع البشر بدلًا من أن تكون مع الله، تلك الفترة من الفترات التي نحتاج فيها فقط إلى الإنسانية والرحمة، ربما يفنى العالم فيما بعد وتضيع الحملات الانسانية من أجل التسويق ويضيع أجرها لمجرد ان النية كانت من أجل الظهور في الأزمة لأغراض أخرى غير الخير