« ورود من السلام التي غرسها دركولا !! »

يقول جون جاك روسو " كل الشرور في العالم بدأت عندما قال الانسان هذا لي" في الوقت الحديث عن الإنسانية ، في حقبة اصابها مرض الخرف وصارت تُسمى نِسيانية ، واصبحت إنسانيتهم تمتثل للجمال كما قال "نيتشه" الذي يرى أن الأخلاق لدى معظم البشر تتأثر بالجمال .. على سبيل المثال : معظم البشر عندما يرون سيارة تدهس صرصوراً لن يتأثروا، و لن يتعاطفوا مع الصرصور، و لكنهم سيتعاطفون بالتأكيد مع طائر ملون أو قطة تدهسها السيارة ، امست حرية وإستقلال الدول المستعمرة يُعتبر جُرم ، تحت اجهزة القمع الصهيونية بتحالفها الغربي الذي ينص على السلام والدفاع عن حقوق البشرية، هكذا تُطبق سياسة الغرب المكيافلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) فعلى سبيل المثال في عالم المستديرة ، تعاطفوا مع اُوكرانيا وادخلوا السياسة برياضة برغم من ان هُنالك قوانين في كرة القدم تنص على انه ( لا علاقة للسياسة برياضة ) فعندما تحدث اللعب الألماني من ذوي الأصول التركية "مسعود اوزيل" عن الايغور المسلمين المضطهدين في اقليم الصين فرضوا عليه عدة عقوبات واليوم جاء الدور على "كريم بن زيما " الذي اُتهم من طرف وزير الداخليه الفرنسي على انه من الاخوان المسلمين بمجرد ان ساند الشعب الفلسطيني في غزة عبر حسابه على تويتر ، وعطال لاعب المنتخب الجزائري ونادي نيس الفرنسي الذي اوقفوه عن اللعب لمده 7 مباريات لانه رفع العلم الفلسطيني ، رغم انه قبل مدة من الزمن خرج اللعب البولندي ليفاندوفسكي (لاعب برشلونة حاليا) ليتضامن مع القضية الأوكرانية ولكن تلقى تشجيع وشكر ومؤازرة ولم ينطق احد من السياسين او اعضاء الفيفا ويذكره بأنها مخالفة ! بل وفرضوا قوانين في الملاعب الأوربية للمساندة قضيتهم كدقيقة صمت على ارواح الموتى من الاطفال والشيوخ والجنود الاوكرانيين بالإضافة الى إرتداء اللعبين شارة قيادة تحمل لون العلم الأوكراني، كل هذا يهدف الى زرع السلام والاسقرار و الامن العالمي !!

السياسة والرياضة وجهان لعملة واحدة ، هنا تنطبق مقولة تشرشل "لاعداء دائم، ولا صداقة دائمة، بل توجد مصالح دائمة " عندما اجتمعت مصلحتهم على ابادة حكم "بوتن ونظامه" ، استعملوا سلاح الإنسانية وصرخوا بحقوقها وانها جُرم وجناية تعاقب عليه القوانين الدولية ، وعندما تصادمت مصالحهم في توسع الصهاينة في فلسطين اصبحوا يتكلمون عن الارهاب والمقاومات واليوم اصبح بني صهيون مظلومون في ارضهم المزعومة ، وانا المقاومة هي جماعات إرهابية، وفي نفس الوقت يقصفون المساجد والمدارس والمستشفيات امام انظار الملأ .

" الظالمون بعضهم اولياء بعض "

هذه هي الديمقراطية المكيافلية .. ففي زمن النكران وعصر الزهايمر لِنعد ونُفتش في الواح التاريخ عن تاريخ غرب المظلم ..

- كيف للتاريخ ان ينسى جرائم امريكا " في بنما وكوبا واليابان والعراق والصومال وافغانستان وجواتيمالا والفيتنام والتشيلي " فقد استعملوا الفسفور واسلحة الدمار الشامل في العراق واعدموا اسير حرب للدولة عربية (صدام حسين) ، وبتهور من رئيسها السابق "ترومان" كان وراء كارثة لم تسبق ان حدثت اثناء القاء القنبلة النووية في اليابان بعد تفجير "هيروشيما" "وناغازكي" ، وقتلو الألأف في بنما وذلك لسبيل اعادة السلطة الى السفاح "مانويل نوريجا" الذي يُعد من اكبر بارونات المخدرات في امريكا اللأتينية ، وبهدف سياسة الاحتواء ومنع استلاء وتوسع الشيوعيون ادت الى مقتل ما يفوق المليون شخصاً في الحرب "الهندوصينية" "بالفيتنام ولاوس وكمبوديا " .

-اما حليفتها بريطانيا فقد مارست سياسة القمع والتجويع ضد الشعب "الهندي" ومات الملايين منهم بسب سياسة تشرشل الذي قال عنهم "انهم شعب همجي انهم سبب المجاعه يتكاثرون مثل الأرانب" ، اما عن فرنسا فكانت اكثر قمع وابادة واغراء وتشويه واسألوا الجزائر عن ما فعله "ديغول" "ولاكوست" "وبجار" ، واسألوها عن مجازر 8 ماي 1945 ( شهداء المسيرات السلمية في "سطيف" "ڨالمة" "خراطة" راح ضحيتها 45 الف شهيد في يوم واحد ) ، وعن جريمة فرنسا المسكوت عنها في مدينة "رغان" حيث اجرى المستعمر تجارب نووية في عملية تُكنى ب"اليربوع الازرق" وما زال الى حد الان سكان المدينة يُعانون من سرطانات وتشوهات خلقية بسبب الإشعاعات النووية التي خلفها الإستعمار المستبد .

- اما المانيا ليست بالبعيد عنهم فهي من وراء اندلاع حربين عالميتين الأولى راح ضحيتها 40 مليون شخص والثانية قُتلى فيها نحو 60 مليون انسان ، ومازالت الى يومنا هذا تدفع الثمن بسبب العقوبات القاسية .

- ان من يتحدثون عن السلام في الأمس القريب هم من شردوا واغتصبوا وإستعمروا ونهبوا وازهقوا الارواح واستعمل العنف ودبروا المكائد والإنقلابات ومزالوا يتفننون في المجازر ، فما زال اليوم هنالك شعوب تنادي بالحرية والسلام في بورما والايغور وفلسطين ولكن من يُصغي الى صوتهم !

هل تتوقعون من سفاح "كدراكولا" ان يغرس وروداً من السلام ويداهُ ملطخة بالعفن !!!

بقلم رابح اسلام