دعوة للتطبيع

.

التطبيع شيء جميل

ما أجمل أن يعود كل شيء إلى طبيعته التي جبله الله عليها ..

ما أجمل أن يترك المرء نفسه على سجيتها في قوله وفعله بدون عقد ولا نفاق ولا هباب ..

هكذا هي سنة الله أن يعيش الناس على طبيعتهم ..

موضوع (أكون أو لا أكون) كلام لاقيمة له ..

يمكنك أن تكون في الوقت الذي يوجد للآخر كينونة .. أما أن تبتلع كينونة الآخر بكينونتك فهذا إثم وبغي ..

نعم من حقك أن تكون .. ولكن كينونتك تنتهي عند بداية كينونة الآخر ..

من حق البشر كلهم أن يكونوا .. أليس كذلك ..

هذا هو الطبيعي الذي يجب أن نتطبع عليه ونطبّع معه ..

لكن فرض كينونتك على الآخر وفرض فكرك ومعتقدك على الناس يجعلهم منافقين ..

ما الذي يجعل الآخر منافقا يظهر غير ما يبطن !

إنه أنت .. غرورك وبغيك وصميلك اضطره إلى النفاق والتقية والمداهنة ..

والنفاق كالبغي ظاهرة غير طبيعية ومنبوذة ولا يمكن التعاطي معها والقبول بها وتطبيع الناس عليها ..

لا يوجد خير خالص وشر خالص ..

وحكاية الفسطاطين بحاجة إلى إعادة نظر ..

قد يوجد مؤمن صريح وهذا هو الطبيعي ..

لكن لا يوجد منافق صريح .. لأنه إن صرح بما في داخله لم يعد منافقا بل كافرا بفكرتك إذا كنت باغيا .. وكافرا بالإسلام إذا كان هو الباغي على الإسلام ..

المنافق في حقيقته كافر .. يمكن للكافر أن يكون صريحا كالمؤمن تماما ..

.

دعنا من هذا الموضوع .. لنعد إلى الواقع ..

الطبع غلب التطبع .. والعودة إلى الطبع والفطرة أمر إيجابي ..

ما أجمل أن يعود اليمنيون إلى ما كانوا عليه قبل دخول الأحزاب والجماعات والطوائف الدخيلة الغريبة على طبيعتهم ..

اليمنيون أحرار متسامحون بسطاء عظماء يكرهون النفاق والتلون وكذلك بقية العرب ..

لكن لليمنيين سمات خاصة ..

متسامحون متعايشون على اختلاف مذاهبهم وأطيافهم الفكرية ..

لكن مع الأسف دخلت الأفكار المستوردة المتطرفة من هنا وهناك فمزقت نسيجه الاجتماعي شر ممزق .. !!

وهأنذا أدعو اليمنيين إلى التطبيع مع بعضهم البعض والوقوف صفا واحدا ضد كل ما ليس طبيعيا ..

الاحتلال الإماراتي لسقطرى غير طبيعي ولا يمكن تقبله ..

الاحتلال الصهيوني لفلسطين غير طبيعي ولا يمكن تقبله ..

التطبيع مع الكيان الصهيوني غير طبيعي ولا يمكن تقبله ..

هكذا أراد الله "وجعلناكم شعوبا وقبائل" ..

التطبيع الذي أنشده وأدعو إليه هو أن يعود كل شيء إلى طبيعته ..

أن يعود الصهاينة إلى بلدانهم التي كانوا فيها قبل 1948 .. وأن يتفتت هذا الكيان الآثم الدخيل الذي يشبه السرطان الذي لا يمكن للجسم أن يتطبع معه ويتعايش ..

كل الدول الاستعمارية خرجت وعادت الى حيث أوجدهم الله. .

خرجت إيطاليا من ليبيا .. وبريطانيا من اليمن .. وفرنسا من الجزائر .. حتى الغزو العثماني رحل .. كل مستعمر رحل لأنه من غير الطبيعي أن يستمر .. وهكذا يجب أن يخرج هذا الكيان اللفيف من فلسطين ..

الدخول للبيوت من نوافذها غير طبيعي ولا يمكن قبوله وشرعنته ..

تنصيب رئيس ليس له موطئ قدم في هذا البلد غير طبيعي ولا يمكن التعاطي معه ..

دخول التحالف لحرب اليمنيين بحجة طلب رئيس نصبوه هم غير طبيعي ولا يمكن القبول به وشرعنته ..

فرض فكر أو مذهب على الناس غير طبيعي ولا يمكن قبوله وشرعنته حتى وإن كان صحيحا .. القلوب تحتاج للغة أخرى حتى يدخل الإيمان فيها .. لا إلى فرض وإكراه ..

منع أفراد المجتمع من التعبير عن مشاعرهم ومن صلة أرحامهم تحت أي ذريعة أمر غير طبيعي ويخلق مجتمعا معاقا ذهنيا وعاطفيا ..

الحديث عن التطبيع ذو شجون ..

وأختم بالقول : التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب يشبه امرأة اغتصبها أحدهم فقاومت في البداية وحين تلامس الختانان أعجبها الموضوع وباتت تواعده.

اللهم نصر اخوانا المسلمين في فلسطين

اللهم انصر اخواننا في غزة

لك الله يا غزة 🇵🇸