السلام عليكم .. من أبرز سلبيات اكتظاظ السكان و زيادة عددهم هي الإضطرار إلى التنافس على الموارد و الثروات الأرضية و هذا حتما سيؤدي إلى الحروب و الصراعات الكارثية و بالتالي موت الكثير من الأبرياء .. برأيي أنه يجب تنظيم عدد السكان لكي يتلاءم مع موارد الأرض و ثرواتها بحيث يتمتع الجميع بالكفاية و الرفاهية دون حدوث أي نزاعات و دون الإضطرار إلى إحداث إنفجار ديمغرافي لا داعي له يتسبب في التزاحم على الثروات و كثرة الجرائم و السرقات و الفساد و الحروب .. لأنه كلما قل عدد السكان زادت قدرة موارد الطبيعة على كفايتهم و سد حاجاتهم و كلما سهل تنظيمهم أكثر .. لأن البركة دوما في القلة و الذم يكون للكثرة .. و نحن نعلم أن النادر ثمين لذلك لا أفهم لماذا البشر يخفضون قيمتهم بإكثار نسخ مكررة عنهم .. و ليتهم نسخ صالحون معتنون بالطبيعة بل همجيون بربريون مفسدون و لصوص و مجرمون .. لذلك من رأيي ينبغي إعادة لهذا الكوكب بركته و أصله في القلة الصالحة التي لا تهتم لمصالحها الخاصة فحسب بل تهتم حتى لمستقبل الموارد و الحيوان و تهتم لإدامة السلام و منع الجرائم و البربرية و الوحشية ..
سلبيات الإكتظاظ السكاني ( 08 مليار نسمة ) !
وجهة نظرك تحمل شيء من الصواب لكن الأمور لا تؤخذ بتلك الطريقة، ففي الدول التي لجأت إلى تنظيم الأسرة ومنع ولادة أكثر من طفل واحد لكل أسرة، بعد عقد أو ما شابه وجدت أن الأغلبية العظمى من سكانها مسنون والشباب قلة، فقدوا جزء كبير من قدرتهم الصناعية والإنتاجية وتراجعت صناعتهم المحلية وبدأو يلجأون إلى الاستيراد. تحل المشكلة بزيادة الوعي في المستشفيات والمدارس في تحقيق وضع اجتماعي ملائم لكل أسرة وتعليم مناسب لكل طفل ووضع قوانين تؤمن للاطفال تربية سليمة وتعليم ممتاز كي لا يصبحوا (همجيون بربريون) فبالشباب تعمر الأرض.
طيب لماذا مثلا في دولنا هناك الكثير من خريجي الجامعات يبقون بطالين لفترة طويلة من الزمن حتى يعثرون على وظائف ؟ أليس من المفترض أن يتوظفوا مباشرة بعد تخرجهم لسد المناصب الشاغرة التي يتركها المتقاعدون ؟ لماذا عدد المتقاعدين لا يتناسب مع عدد الخريجين الجدد ؟ لماذا هناك فائض دوما حتى يضطر الشباب لمزاولة نشاطات ليست ضمن تخصصهم و لا يتقنونها و لم يدرسوها ؟ ألا ترى بأن هذا الشيء سلبي بحيث يجب الموازنة بين المتقاعدين و الخريجين لتقليل نسبة البطالين ؟ و تجنب إحداث اكتظاظ في نسبة العاطلين بالقياس إلى نسبة العاملين ..
أنت رائع حقًّا في طرح الأمر ومما لا شك فيه أن الاكتظاظ السكاني يمثل عامل مساعد قوي في مشكلة البطالة، ولكن العامل الأساسي في هذه المشكلة هي الخطة الاقتصادية لكل بلد، فالبلاد الغير منتجة يضطر أبنائها للبقاء عاطلين لأن لا مجالات صناعية كثيرة متاحة للعمل فيها، لا وظائف شاغرة لأن الوظائف أصلًا قليلة، وقس على ذلك كل المجالات الصناعية المختلفة: الصناعات الدوائية، الغذائية، المنسوجات، الزراعة... إلخ.
بلد غير منتج، بلد مستهلك، تكون فيه القوى العاملة غير عاملة.
تمام طالما لا توجد فرص عمل و كل القطاعات مشبعة فلماذا لا يتم انتهاج سياسة مواليد تتناسب مع عدد الوظائف و مع إمكانيات البلد و الأهم تتناسب مع مصلحة كوكب الأرض الذي تعاني فيه بعض الدول من مجاعات و حروب و تنافس على الأراضي و الموارد ؟ لماذا يتكاثرون ثم يشتكون من الفقر و البطالة ؟ فإذا كنت واثقا من أن أبنائي لن يجدوا وظائف محترمة و لن يعيشوا بكرامة و أمان فلماذا أنجبهم في زمن و واقع لا يرحمهم و لا فرص عادلة فيه تكفيهم و تكفي الجميع غيرهم ؟ لماذا لا ينتبهون إلى أن تكديس الأعداد البشرية لا فائدة منه حاليا خاصة في عصر الروبوتات و الآلات الذكية ؟
ولكن حينها ستنقرض البشرية سينتهي وجودنا من كوكب الأرض، كلما قل عدد المواليد سيزيد في مقابله نسبة الوفيات في كبار السن، ناهيك عن الأوبئة العالمية التي تأتي فجأة وتقضي على عدد لا بأس منه من البشر، والكوارث الطبيعية والزلازل والفيضانات والأعاصير المدمرة، لا شك أنه يجب تحديد النسل وإعادة نشر الوعي نحو مفهوم تنظيم الأسرة، لكن لا أن نمنع الإنجاب تمامًا بحجة أن المواليد لن يعيشوا بكرامة ولم يجدوا فرص في عصر الروبوتات، هل سيصبح كوكب الروبوتات المحكومة ذاتيًّا حينها؟
ولماذا لا نأخذ بالحسبان أن الحياة البشرية لا تُقاس فقط بالقلة والعدد، فالأعداد الكبيرة ليست بالضرورة سببًا للفساد أو الحروب؟ برأيي البشر قادرون على الابتكار والتنظيم والتعاون بحيث يمكن لزيادة السكان أن تصنع قوة اقتصادية واجتماعية هائلة إذا أحسن إدارتها، والتركيز على القلة كحل سحري يغفل أن المشكلة الحقيقية ليست في العدد، بل في سوء الإدارة واستغلال الموارد وغياب العدالة والتربية على القيم، أي أن الحل ليس تقليص البشر، بل تحسين نظم الحياة والثقافة والتعليم لتعيش البشرية كلها في توازن وسلام دون الحاجة إلى فرض فكرة القلة الصالحة.
الحروب من أسبابها البارزة هي الصراع على امتلاك الأراضي الإستراتيجية الغنية بالموارد .. و كل الأجناس تقريبا في تنافس على البحث عن أراضي جديدة لسد الحاجات المتزايدة للأعداد البشرية المتضاعفة .. يضاف إلى ذلك مشاكل البطالة و التي تفضي إلى السرقة و الجريمة بلا شك .. لكن لو كان عدد السكان يتناسب مع موارد الأرض فلن تحدث حروب أو بطالة و ستقل الجرائم و السرقات لأن الجميع سيكونون موظفين و يمتلكون أراضي خاصة بهم يزرعونها و ينتفعون منها .. إضافة إلى ضرورة تخفيض الإكتظاظ عن المدن الكبرى لتسهيل حركة المرور و لضمان توزيع السكان بعدل على باقي الأراضي حتى لا يكون الضغط واقع على العواصم و المدن الكبرى فقط ..
التعليقات