يشير معنى مصطلح ( كبش الفداء ) إلى وجود أشخاص يتم التضحية بهم و إلقاء اللوم عليهم في حال حصول أخطاء معينة و هم الذين يتم استخدامهم كطعم بشري حيث يتم الدفع بهم إلى المبادرة لإجراء الإختبارات عليهم أو ربما يقف من حولهم موقفا سلبيا ( كموقف المتفرج مثلا في ظرف يتطلب رد فعل ) فيضطرهم ذلك إلى الإندفاع و التقدم و المخاطرة .. فتجد كباش الفداء محبين للقيادة و التصدر و المبادرة بالفطرة .. و لأنهم مندفعون فهم لا يفكرون كثيرا قبل التصرف و الحركة و الكلام فيجعلهم هذا الدم أكثر عرضة للوقوع في الأخطاء و يعتبر هذا شيئا طبيعيا بالنسبة لشخصيات تحب الإكتشاف و التجريب العفوي بلا اعتبار و تفكير مرهق .. و لهذا السبب بالذات يستنكر عليهم كثير من الناس هذا التصرف و يلومونهم على الأخطاء و ينسبون الكثير من السلبيات إليهم .. بينما لو أحسن هؤلاء القادة و أصابوا خيرا سيتبعهم الناس و يحذون حذوهم بينما لو أخطأوا سيتبرأ الناس منهم كما لو أنهم لم يفعلوا خيرا قط .. و هذا التصرف الأناني البشري يفتح تساؤلات كثيرة حول قابلية الناس للجحود و نكران الجميل و غياب التماس الأعذار و غياب العفو و التجاوز .. و هو يعيد النظر في العلاقات التي نبنيها مع الناس حولنا و يشير إلى حقيقة بشرية لا تكشفها سوى المواقف الضاغطة و الاختبارات الحياتية .. و الخلاصة أن القليل من البشر هم من يعرفوننا حقا و يسامحوننا على أخطائنا و يلمسون العفوية و البراءة من ناحيتنا و الذين يحرصون علينا كحرصهم على أنفسهم .. و لذلك إذا كنت من الذين يغامرون و يستكشفون و يجربون و يبادرون معرضين أنفسهم لأخطار الحياة مباشرة اعلم يقينا و جازما أن هناك من سيقتدون حذوك و يقتفون أثارك و يتتبعون خطاك لأنك المنار و الضوء بالنسبة لهم .. و الإشكال ليس هنا لأن هذه طبيعة كل إنسان يحتاج إلى قيادة و إرشاد في الحياة فحتى القادة أنفسهم منقادون بحدسهم الداخلي في مجال معين و هم يحتاجون بدورهم إلى قيادة و ارشاد في مجالات أخرى .. و لكن الإشكال و السهم القاتل يأتي على شكل نكران فضل القائد و التبرؤ منه بسبب أنه أخطأ خطأ عفوي غير مقصود في شيء ما .. و عندما يخطئ القادة يذهب أولئك الشامتون إلى انتهاج اللوم مباشرة و لا ندري لماذا لا يفكرون في احتمالية أن يكون لهم دور أيضا بسبب تقصيرهم في شيء ما .. و أيضا هل ينفع اللوم حقا ؟ فلو كانت المشاكل تحل باللوم لكانت الحياة جنة خضراء مزدهرة .. فالإنسان الحكيم يحرص على أن لا تقع الأخطاء و إذا حصلت يعتبر منها و يحرص على أن لا تتكرر مستقبلا .. و أيضا هذه رسالة لكل الرواد و القادة و المكلفين و المسؤولين عن الناس لا ينبغي أن تفترضوا بأن احسانكم للناس يبرر أضراركم في حقهم حتى لو بشكل طائش غير متعمد .. بعض الأضرار مؤلمة شديدة لا تحتمل و لا يبررها شيء و ينبغي أن لا يتم تكرارها حتى لو كان ذلك يعني البقاء بلا قيادة و بلا إرشاد .. كثير من الناس لا يتسامحون فيما يتعلق بالإيذاء المعنوي و الجسدي و هذا شيء منطقي مطلوب لا غبار عليه ... و لذلك فالتصرف المطلوب هو الحرص بشدة على أن لا يتكرر من جديد .. من المهم جدا نشر الوعي و تصويب القادة و الحكام و المسؤولين و ذوي السلطة و القيام بتنبيههم و تصحيح أخطائهم بلا خجل و لا خوف .. لأن هذا الحاكم أو القائد لا يسره أبدا أن يكون على خطأ و على ضلال .. فلا تصمتوا و لا تعالجوا الأخطاء باللوم أو بأخطاء أفدح مما حصلت .. بل إن الوقاية خير من العلاج فمن الواجب الحرص على أن لا تتكرر لأنها حصلت سابقا و رأينا نتائجها و نحن أمام مسؤولية منع تكررها ..
تضحية الناس بكباش الفداء !❗
بالحكمة بالقرار وبدبلوماسية الحديث يمكن تحقيق كل ما يخص هذا الموضوع، لازم دائماً نعرف كيف يمكننا إدارة التواصل الصريح مع من هم أقوى منا ومن أهم أضعف، إذا استطعنا ذلك واستطعنا طرح أفكار جديدة كاقتراحات على هؤلاء القادة مع إظهار أهمية التغيير لصالح الفريق وكل من تحته لا لمصلحة القائد فقط فسننجح.
برأيي هذه الطريقة إن اتقناها سوف تشجع القادة على الاستماع لمن هم حوله أو أدنى منه، وطبعاً من المهم تعزيز ثقافة الانفتاح على النقد الإيجابي بالمجتمع عموماً.
@Diaa_albasir نعم ينبغي تعلم فن الإقناع و استخدام الحجج العقلية التي يتقبلها العقل فإذا تقبل العقل الحجة فإن مسألة التسليم و الامتثال ستصبح أسهل بعد ذلك ..
التعليقات