هناك عند قمة Torre pendente di Pisa
خرج رئيس البلد العجوز ببيان لشعبة وكما لم نعتاد من partigiano طلياني يخرج لشعبة ك italiano vero، قائلاً
" أنتهت حلول الأرض والأمر متروك للسماء"
رغم ما تتكبده الأرض من حروب، مخلوق لا يرى هو من أخضع من ظنوا أنهم آلهة الأرض،
هه عجيب أمر الإنسان، مازال العنيد ينهزم ومازالت نفسه طواقة إلى المالانهاية!
سئل رجل حكيم:
ما هو أغرب شيء في البشر ؟
فأجاب :
” البشر! يملون من الطفولة ، يسارعون ليكبروا ،ثم يتمنون أن يعودوا أطفالاً ثانية ”
” يضيعون صحتهم ليجمعوا المال ،ثم يصرفون المال ليستعيدوا الصحة ”
” يفكرون بالمستقبل بقلق ، و ينسون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر و لا المستقبل ”
” يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبداً ، و يموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبدأً"
كيف حال العزل الآن يا جوليا،
أصدقائي يتباكون كل ليلة على فراقنا، أشتقت إليهم، كنت أغضب منهم أثناء خروجنا معاً حينما كنت أشعر أنهم جالسون مع هواتفهم لسنا معاً، هذة الآلة المبرمجة برمجت حياتهم وسرقت أيامهم،حتى أصبحت رقاب مائلة تهرب من حياتها ومتعتها الحقيقية إلى عالم إفتراضي ووهم، أشكر تلك الأيام الصعاب التي صفعتهم بتلك الآلة اللعينة.
كيف حال العالم الآن يا جوليا،
سمعت ألا يُسمَح لأحد الحديث أو السير في الطرقات ليلا أو القاء الخطابات أو ربما العيش بأمان ،و أطباء يقبعون عند فوهة بركان من الأوبئة تدعى الحجر الصحي.
أين ذهب المشاهير ذلك الوقت لما لا يتصدروا الشاشات كعادتهم! ،لماذا توقفت الأخبار التي تفزع المواطنين أن ذلك الفنان استيقظ تواً من نومه، مرفقة بصورة وثقها ذلك الفنان علي تطبيق انستغرام، أشكر تلك الأيام الصعاب التي أعادت ترتيب أولوياتنا.
كيف حال بيتك يا عزيزتي، هل لازلتِ في ضجرٍ من محاولات أمك المتكررة لاختلاق مواضيعٍ بشغف الأطفال؛ لكي تتحدث معك، هل تستمتعين بذلك الآن وأنت ليس لديك العذر الساذج المتكرر؛ أعتذر أمي مضطرة للركود وراء المجهول في دوامة الحياة، فنحن في عصر السرعة!، هل حقاً هو عصر سرعة أم أننا لم نكن ندرك مدى قصر الحياة، أشكر تلك الأيام الصعاب التي جعلتنا نأتنس بأحبائنا الآن وقبل فوات الأوان.
كيف حال دول الشرق الآن، ماذا عن المعدل اليومي لقتل الأطفال وإنتهاك الأعراض، هل فزع المجرمون إلى أحوالهم وتركوا الضعفاء وشأنهم، أخبرتك سابقاً (في مقال غابة الأوبئة) أنها لذتهم وهم يشبعونها بدماء الأبرياء، وكنا لا نكف عن تجاهل ذلك، لأن مشاهد الدماء تزعجنا، كانت أخبار التافهين العاجلة أقل إزعاجا من مشاهد العبث بالإنسانية، ولو كان لحق بنا ذلك العبث لجلسنا ليلاً ونهاراً نلعن العالم المتخاذل ،يبدو أن النفس كانت غارقة في الوهم، ويبدو أن الدائرة دارت علينا جميعاً الآن ، شكراً لتلك الأيام الصعاب التي أوقفت تلك الملذات الشنيعة لهؤلاء القتلة.
كيف حال بيوت العبادة، سمعت أنها أُغلقت تماماً، البعض يبكي وآخرون خائفون أن الله هو من لا يطيق رؤيتهم وآخرون يرون أنها اختبار لمن يريد الله ولو في بطن حوت يونس، البشر متأخرون كثيرا وتائهون، وعادةً ما يفيقون بعد الآوان، شكراً لتلك الأيام لو أعادتنا إلى الله.
كيف حال الأنظمة والحكام، هل يحتضر النظام الرأسمالي الآن، المال أصبح ينمو أسرع من العالم كله، بينما يُهلك كل شئ لكي ينمو أكثر، أشكر تلك الأيام الصعاب إن أوقفت توحش ذلك النظام.
لم أعد أسمع صوت دوريات الشرطة المتكررة،
ولا صوت التفجيرات.
ولم أعد أشاهد جون ستيوارت وتريفور نوح وهما يسخران من أي شئ يجدوه أمامهم.
لدي الوقت الآن لمراجعة حلقات ستيف هارفي و جيمي كيميل وأن أضحك معهم بلا تركيز.
لدي الوقت لأن أصارحك يا جوليا، أنني أحببت تلك الأيام الصعاب .