كثيراً ما نجد أنفسنا نميل إلى تناول الأطعمة الحلوة أو المالحة بدلاً من الخيارات الصحية والطازجة. إذا كنت تواجه هذا الأمر، فأنت لست وحدك. تلعب مشاعرنا دوراً كبيراً في التأثير على ما نأكله، وتُعرف هذه الأطعمة باسم “أطعمة الراحة” لأنها تمنحنا شعوراً مؤقتاً بالراحة في أوقات التوتر، القلق، الحزن، الغضب، وحتى الملل.

يقول الدكتور سانجاي جوبتا إن الشعور بالإجهاد الشديد يجعل أجسامنا تفرز هرمونات تدفعنا إلى البحث عن أطعمة الراحة. لكن هناك طرق للتحكم في هذه الرغبة. إليك بعض النصائح الفعالة التي يمكن أن تساعدك على السيطرة على رغباتك غير الصحية.

إيجاد منافذ للتوتر

التوتر هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نلجأ إلى تناول أطعمة غير صحية. لذلك، من المهم إيجاد طرق للتخفيف من التوتر. يمكن أن تشمل هذه الطرق:

  • ممارسة الرياضة: النشاط البدني يساهم في تحرير هرمونات السعادة والراحة.
  • المشي في الطبيعة: قضاء وقت في الهواء الطلق يمكن أن يكون مهدئاً للعقل والجسم.
  • التأمل: يساعد التأمل على تهدئة العقل والتركيز على اللحظة الحالية، مما يقلل من القلق والتوتر.
  • قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء: الدعم الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين يمكن أن يكون له تأثير كبير في تقليل الشعور بالتوتر.

أخذ استراحة لتناول الشاي

شرب الشاي يمكن أن يكون طريقة رائعة للسيطرة على الشهوات العاطفية. أنواع الشاي المختلفة تحتوي على مكونات تساعد على تهدئة الأعصاب وتحسين المزاج. يمكنك تجربة أنواع مختلفة من الشاي مثل الشاي الأخضر أو الشاي بالأعشاب.

تناول الوجبات الخفيفة “المشغولة”

يقترح الدكتور جوبتا تناول ما يسمى بـ “الوجبات الخفيفة المشغولة”، وهي الأطعمة التي تتطلب استخدام اليدين باستمرار، مثل الفشار أو الخضروات مع صلصة صحية. هذه الوجبات تساعد على تقليل احتمالية الإفراط في تناول الطعام لأنها تتطلب وقتاً أطول لتناولها.

تحديد الحصص المسبقة للوجبات الخفيفة

لمنع الإفراط في تناول الوجبات الخفيفة المفضلة لديك، يمكنك تحضير حصص مسبقة منها. هذا يساعد في التحكم في الكميات المستهلكة ومنع الأكل الزائد. كما يفضل إبقاء الوجبات الخفيفة المغرية بعيداً عن متناول اليد، أو حتى عدم شرائها من الأساس.

التحدث إلى الطبيب

إذا لم تنجح هذه الاستراتيجيات في السيطرة على رغباتك، فلا بأس في طلب المساعدة. التحدث إلى طبيب أو متخصص يمكن أن يوفر لك الدعم اللازم والتوجيه للتعامل مع مشاعرك وكيفية تأثيرها على اختياراتك الغذائية. لا يوجد عيب في طلب المساعدة إذا كنت بحاجة إليها.

تأثير التغذية على الحالة النفسية

من المهم أن نتذكر أن التغذية الجيدة لها تأثير كبير على حالتنا النفسية، فتناول الأطعمة الصحية والمتوازنة يساهم في تحسين المزاج وزيادة الطاقة. إليك بعض الأطعمة التي يمكن أن تساعد في تحسين حالتك النفسية:

الأطعمة الغنية بالأوميغا-3

الأحماض الدهنية أوميغا-3، الموجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، تعتبر مفيدة لصحة الدماغ ويمكن أن تساعد في تقليل أعراض الاكتئاب والقلق.

الفواكه والخضروات الطازجة

تعتبر الفواكه والخضروات الطازجة مصدراً رائعاً للفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم والعقل. تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات يساعد في تحسين المزاج وزيادة الطاقة.

الحبوب الكاملة

الحبوب الكاملة مثل الشوفان والكينوا تعتبر مصدراً ممتازاً للطاقة المستدامة. تحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن التي تساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة، مما يساعد في منع تقلبات المزاج.

البروتينات الصحية

تناول البروتينات الصحية مثل اللحوم الخالية من الدهون، الدواجن، البيض، والبقوليات يساهم في الشعور بالشبع والرضا. البروتينات تساعد أيضاً في إنتاج النواقل العصبية التي تحسن المزاج.

من خلال فهم العلاقة بين مشاعرنا وعاداتنا الغذائية، يمكننا اتخاذ خطوات فعالة للتحكم في رغباتنا غير الصحية وتحسين صحتنا العامة. تذكر أن العناية بصحتك النفسية والجسدية هي رحلة مستمرة، وأن كل خطوة صغيرة نحو تحسين عاداتك الغذائية تساهم في تحقيق صحة أفضل وحياة أكثر توازناً.