مخطئٌ من يظن أن جسده سوف ينسى تقصيره في حقه، في الحقيقة الجسد لا يغفر.. إذا كانت لدى الشخص آلة يستهلكها بشكل يومي فيجب عليه العناية بها على الجانب الآخر حتى تستمر في تقديم خدماتها التي اعتادت عليها بكفاءة، وبالتالي إن لم يدفع لها صاحبها هذا التعويض فإنها ستشتكي لا محالة يومًا ما وستُعرض عن العمل.

النوم واحد من أشكال الرعاية التي نقدمها لأجسادنا حتى تستريح وتعيد صيانة نفسها من جديد. ومن يقصر فيه أو يُحرم منه أو لا يعطيه الأهمية المطلوبة يلقَ عواقب غير محمودة كرد فعل طبيعي من هذه الآلة التي يعتمد عليها في القيام بأمور حياته وهي جسده. وإضافة إلى ذلك، فإنه يبقى مدينًا إلى جسده بتعويضه بالراحة التي تلزمه. ومن هنا أكون قد وضحت كيف يمكن لشخص أن يكون محملًا بديون النوم.

السؤال الذي يسأله الكثيرون: هل يمكن لديون النوم أن تُدفع لاحقًا؟

حتى لا أعطي أملًا مزيفًا فإن هناك تضاربًا في الإجابة عن هذا السؤال. فحسب بعض المصادر يرى المختصون أمثال دكتور أنتوني بانيتيير عالم الأعصاب أن الإجابة هي نعم، يمكن أن ينام الشخص لفترات أطول (تصل لساعات إضافية) في العطلات مثلًا وبهذا يمكنه تعويض ديْن نومه ببساطة لأن جسده سينال قسطًا أكبر من الراحة.

في حين يرى الدكتور ستيفن كوبيكي طبيب القلب الوقائي في مايو كلينك أنّ ديون النوم من الديون التي لا يمكن دفعها، فالشخص يمكنه أن يؤخر تناول وجبة الغداء في موعدها ويتناولها في وقت لاحق ولن تكون هناك مشكلة، ولكن الأمر ليس نفسه بالنسبة للنوم. يرى كوبيكي أن ديون النوم تبقى مدى الحياة، وأن المرة التي يقصر فيها الشخص في نومه لا يمكنه استعاضتها.

أخبرني عاداتك بالنوم، وما النتائج التي تعود عليك إن قصرت بالنوم؟ وبالنسبة لك، كيف تسدد هذا الديْن؟