حين أصبحت كيمياء المخ معروفة، لم يعد التحكم فيها عن طريق العقاقير أمرًا مستبعدا. 

منذ سنوات قام باحثون من جامعة Duke بتجربة على الفئران واعتمدت هذه التجربة على تثبيط الجين المسؤول عن عمل إنزيم يُعرف اختصارًا بـ FAAH ووظيفته تكسير مواد تُسمى بالـ Endocannabinoids والتي هي من المواد الكيميائية الموجودة في الماريغوانا المخدرة، ومعنى أن الإنزيم لن يقوم بعمله في تكسير هذه المواد؛ فإنها ستتراكم وسوف يزيد انتشارها، وحينما عَبَروا بالتجارب للأشخاص وجدوا أن زيادة هذه المواد يصاحبها انخفاض في نشاط اللوزة الدماغية (amygdala) المسؤولة عن شعور الخوف لدى البشر. في هذا الوقت توقع العلماء أنه ربما تتوفر في المستقبل أقراص تُباع كما الأسبرين وتُسمى حبوب الشجاعة.

وقد صدقت النبوءة، وبدأ استخدام دواء "الكبتاغون" على مدى واسع، اُكتشِف الدواء عام 1961 واقتصر استخدامه لفترة من الزمن على علاج بعض الاضطرابات السلوكية كبديل لأدوية أخرى اُعتبرت ثقيلة، ولكن في الثمانيات تم وقف استخدام الكبتاغون بعد ثبوت خطورته.. ولكن استمر استخدامه بشكل غير قانوني وخصوصًا في الشرق الأوسط؛ حتى أنه حسب بعض وسائل الإعلام فإنه المخدر الأكثر انتشارًا في هذه البقعة من العالم؛ حيث يكثر تعاطيه بين شباب الطبقة الثرية، ومن قِبَل المنظمات الجهادية الإرهابية لأنه يسلب عقل الشخص وقدرته على التفكير ويجعله يقبل على المخاطر "بشجاعة"، جدير بالذكر أن بعض وسائل الإعلام كتبت أنّ الحرب في سوريا تُدار بواسطة الكبتاغون! 

دواء آخر يُسمى "تيمازيبام".. هذا الدواء المُستخدَم في علاج مشكلات الأرق واضطرابات النوم في الحيز الطبي الطبيعي وعلى مدى قصير، ولكن استخدمه المجرمين كأداة مساعدة لهم في جرائمهم. 

الخلاصة 

ليس هناك دواء بعينه يطلق عليه حبوب شجاعة أو ما شابه من هذه المُسميات التجارية للمخدرات في الأصل، ولكن الأمر يتعلق بأدوية عادية تستخدم تحت إشراف الطبيب وتؤدي عملها كما يجب، ولكن استخدامها بطرق مختلفة يحوّلها إلى هذه الصورة، ويربط اسمها بالتعاطي والمخدرات وما إلى ذلك.

فما هو تعريف الشجاعة بالنسبة لك؟ وإن كنت ستتناول هذه الحبة فكيف ستستغلها؟