أذكر أنه منذ عدة سنوات، وكنت حينها لا أزال طفلا صغيرا، أننا كنا جالسين أنا وأبي وأمي وأخي الأصغر أمام التلفاز نشاهد حلقة من حلقات برنامج كانت تقدمه إعلامية شهيرة في حينها، ولكن الآن خفت شعاعها، على الاقل بالنسبة لي، وكان الحلقة تدور حول موضوع من تلك المواضيع الملبدة سمواتها بالخرافات ومبطنة أرضها بأحاديث الجن والعفاريت، حيث حكت الفتاة الضيفة أنها ملبوسة بمارد من الجن وعدد كبير، لا أذكره الآن، من الخدام العفاريت، وبينما كانت منخرطة في حديثها وقلوبنا تكاد تنخلع من صدورنا بفعل الموسيقي المرعبة في الخلفية، إذا بتلك الفتاة تبكي دموعا حمراء وكأنها الدم ليقول الحاضرون لقد انصرف عنها زوارها وهاهي علامتهم أن بكت الدماء لا الدموع.

وانتهت الحلقة على ذلك ومرت السنين وهذه الحادثة محفورة في رأسي، ثم أنا الآن أجد أن هذه الحالة تسمي الدمع الدموي (haemolacria) وهي حالة مدروسة ولها أسبابها وطرق علاجها.

فما سبب الدموع الدموية تلك؟!

بداية ان هذه الحالة هي حالة نادرة، وغالبا تكون عبارة عن عرض لمرض آخر و قليلا ما تظهر مستقلة بذاتها، ومن الاسباب التي قد تؤدي لهذه الحالة، التغيرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية بالنسبة للمرأة وقد تصاحب كذلك أيام نزول دم الحيض في بداية الدورة الجديدة، وقد يسببها التهابات العين، وإصابات الملتحمة، وانسداد القنوات الدمعية، وارتفاع ضغط الدم، وفي وجود بعض الأورام، واصابات العين البكتيرية أو نزيف أماكن معينة بالأنف، وللانصاف فان هناك بعض الحالات المصابة بهذا المرض يصعب تحديد سبب معين لها تحدث فجأة وتختفي كذلك فجأة كما هو الحال بالنسبة لباقي حالات حدوث الدمع الدموي.

طرق علاج الدموع المدممة.

من المنطقي لكي يكون العلاج ناجعا لابد أن يكون التشخيص دقيقا وهذا ما قد يحث الطبيب المعالج أن يطلب عدة فحوصات معملية دقيقة ليبدأ برسم خطة العلاج التى قد تحتوي على المضادات الحيوية والأدوية الاخري او اجراء تسليك للقنوات الدمعية او استخدام الدعامات وغيرها من التدخلات الجراحية .

وفي النهاية هل تعرضت أو أحد أقاربك والمحيطين بك لمثل هذه الحالة؟.