كنت أشاهد التلفاز و كان يُعرض فيلم "أسف على الإزعاج" للفنان أحمد حلمي. شاهدته عدة مرات من قبل، كنت صغيرًا حينها. لكن هذه المرة مختلفة، وجدت أنه يَعرِض حالة طبية درستها فالجامعة لم يتسنى لي مقابلتها في الحقيقة، سكيتزوفرينيا "انفصام الشخصية". كان حسن شاب مهندس، مثله الأعلى هو أبوه، يأخذ رأيه في كل أمور حياته، و دائمًا ما يدافع عنه أمام والدته. يتعرف على فتاة "فريدة" ويحبها. تدور أحداث الفيلم في هذه الدائرة حتى ننصدم جميعًا بأن الوالد متوفى و الحبيبة لا وجود لها؛ فهما من صنع خيال حسن. بالرغم من بعض المزايدات في عرض الحالة لإدخال بعض التشويق الدرامي، فالحالة موجودة فالحقيقة، و تعرف باسم انفصام الشخصية. هل شاهدتم الفيلم؟

يعتقد العديد منّا أن الشخص المصاب بالحالة له عدة شخصيات "طيب/شرير، هادئ/نشيط" و ما إلى ذلك، فالحقيقة أنَّ هذه حالة مختلفة عن انفصام الشخصية، تسمى "الاضطراب المزاجي" هي قطاع كبير من الأمراض متعدد الجوانب غير انفصام الشخصية.

الشخص الذي يعاني من انفصام شخصية يدخل في نوبات لا يستطيع فيها التفريق بين الواقع والخيال. إنه مثل أي مرض في اختلاف شدته، و مدته، و التي تنقسم إلى ثلاث فصائل:

  • أعراض إيجابية (إيجابي هنا بمعنى يضيف شيء غير موجود): هلوسة مثل سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة. "حالة رؤية حسن لوالده و كأنه يعيش معه".
  • أعراض سلبية (تحذف شيء من الطبيعي وجوده): كفقدان التركيز، عدم القدرة على التخطيط، صعوبة في إبداء المشاعر. "عدم قدرة حسن على بدء مشروعه، عدم تركيزه فالعمل، و تخبط المشاعر مع حبيبته الوهمية"
  • أعراض غير منظمة: الارتباك، و أحيانا صعوبة في الكلام، ومن الممكن تصرفات غريبة وأحيانًا عدوانية عند مواجهته بالحقيقة.

إذا كنا نعاني من هذه الأعراض لمدة 6 شهور أو أكثر يمكننا استشارة الطبيب، من الممكن أن يوجد شخص بيننا ولا يدرك هذه الحالة. حياة خيالية لكننا نعيشها على أرض الواقع من الممكن أن نؤذي من نحب بسبب موقف حدث في خيالنا.

ما رأيكم في الحالة؟ هل مرت عليكم؟ أيمكن محاسبة هذا الشخص بسبب فعل معين قام به بسبب تحفيز من الشخصية الخيالية المحببة إليه؟