علم الفيزياء هو أكثر العلوم أساسية على الإطلاق

فكل مجال علمي أو تقني يمكن إرجاعه وتحليله إلى مبادئ فيزيائية مبسطة حتى لو بدا بعيدا كل البعد عن الفيزياء وان دراسة الموضوع فيزيائيا هي الخطوة الأولى نحو فهمه بشكل علمي دقيق وموضوعي إلى أكبر حد ...

وعلم البيولوجية كغيره من العلوم لم يستطع أن يصل إلى هذا الرونق الجميل إلا بفضل الخطوة الجريئة للعالم مالبيكي عندما وضع النسيج البشري تحت المجهر ثم راح يحسب الاطوال والاحجام والاوزان والخصائص الفيزيائية المختلفة للجسم البشري كما تعلمها وتلقنها من العالم العظيم السير إسحاق نيوتن حتى انتهت به رحلة الفكر إلى وضع توصيف جيد لسلوك الدم في الأوعية والضغوط الدموية وتأثيرها على النسج المختلفة فكانت بداية علم الفيزيولوجيا(فيزياء-البيولوجيا)..

وجاء القرن التاسع عشر وبدأت معه اكتشافات علمية مذهلة وجديدة وغير متوقعة في الفيزياء

فالزمن الذي كنا نسلم بأنه مطلق بين جميع المراقبين أصبح نسبيا لجملة المراقبة

والضوء الذي طالما اعتبر موجة تبين انه يملك جانب مادي

والالكترونات التي تخيلناها كرات صغيرة مرت عبر الشقوق كامواج الطيف ..

والكثير من التجارب الغريبة والمستجدة غيرت البناء النظري للفيزياء بشكل كلي تحت مسمى الفيزياء الحديثة تميزا لها عن الكلاسيكية (أو النيوتنية) التي تبين خطأها من دون شك مع قبول حسابتها كحسابات تقريبية في الحياة العملية...

ورغم أنه ما بني على خطأ هو خطأ منطقيا إلا أن كثيرا من العلوم التي بنيت على الفيزياء النيوتنية وعلى رأسها الفيزيولوجيا ظلت سائرة تحت مظلة نيوتن حتى في أحدث أبحاثها حيث وجدت تحت هذه المظلة الأمان الكافي واللازم

لمتطلبات الحياة العملية دون الحاجة إلى الدخول في تعقيدات الفيزياء الحديثة..

وكحال أي شخص يعتاد الجلوس في منطقة الراحة لابد أن يأتي الواقع يوما بصفعة مباشرة علها توقظه من كسله البغيض

وللأسف الصفعة لعلم الفيزيولوجيا الكلاسيكة تراءت لنا في أحد أبشع الأمراض البشرية التي تجعل الطبيب يحتار كيف يخبر عائلة المريض به فيكتفي بقوله هداك المرض

هنا نحن أمام خيارين إما الاستمرار تحت رحمة الفيزيولوجيا الكلاسيكة متجاهلين خطأها المنطقي الواضح والاصطدام بواقع السرطان يوميا

او التفكير بطريقة مختلفة والبدء ببناء بيولوجية جديدة تماما محترمة الواقع الجديد

ولله الحمد دائما ما تأتي عقول مبدعة متجددة تواجه الواقع وجه لوجه مع حقائقه فكان نشأت البيولوجية الكوانتيه

ذات الرؤيا الجديدة والتفاسير الجديدة تماما ومختلفة لأسس الأمراض

وبحثنا النجم اليوم عن الطفرات ...كلنا يعلم أن الطفرات تحدث للخلايا بشكل عشوائي أثناء عملية انقسامها إلى خلايا بنات وكلنا يعلم أن زيادة معدل العشوائية هو عامل الخطر الأكبر لنشأت الخلايا السرطانية

ولكن هل هذا الانقسام عشوائي حقا؟!لنستعن بعلم الكوانتم(أبو العشوائية والغرابة) لنتأكد من ذلك حقا

ببساطة نجلب مزرعتين بكتريا

إحداها نعدل بصفاتها الكوانتية للصبغيات كمهدل اللف الذاتي للجزيئات وغيرها وفقط نعدل الصفات الكوانتية مع الحفاظ على بقية العوامل الكيميائية والبيئية نفسها للمزرعتين

ثم نقوم بحساب معدل حدوث الطفرات فنجد اختلاف ضئيل ولكنه يحمل دلالة مهمة في معدل التطفير ..

إن هذه الفلسفة هي نواة لفكرة علاج جديد كلي للسرطان

علاج أعتقد أنه سيسمى

"ابعات المريض لقسم العلاج الكوانتي "

وأنا متفائل جدا بنتائجه لأنه معتمد على التفكير بصورة مختلفة

#think_different