*لماذا لا يهتم الكثيرمن النّاس بالعلوم؟ عادة ما يكون الموضوع عائد إلى كيفيّة إيصال هذه المعلومات، وعلى الأخص كيفيّة تدريسها في المدارس. المادّة العلميّة بشكلها الصّرف لا تثير فضول الكثير من النّاس، إلاّ أنّ الطّروحات الممتعة والقادرة على ملامسة مشاعرهم بشكلٍ مقنعٍ من شأنها أن تفعل.
نحن نعيش في زمنٍ نحتاج به لأشخاصٍ مثل Bill Nye (رجل العلوم) ليكون شخصاً علميا وبالوقت ذاته مضحكاً وممتعاً. أيبدو هذا خطأً كبيرا بالنّسبة لكم؟ الموضوع متَخَالَفٌ عليه لكن حقيقةًّ أستطيع أن أتفهم ابتعاد بعض العلماء المتشدّدين عن ما ندعوه ”العلوم الشّهيرة“ ناسين أن بعضهم دخل في مجال دراسته نتيجةً لحركةٍ علميّةٍ شهيرةٍ أساساً! كرحلة بعثة أبولو إلى القمر، برنامجٌ ممتعٌ عن علوم الحاسوب على إذاعة البثّ العامّة، أو لربما ظهيرة يومٍ ملهمٍ عندما شرح لك جارك كيف تعمل السّيّارة!
ومع وضع كلّ ذلك بالحسبان إليكم عشرة أمورٍ رائعةٍ قد تعلّمتها بفضل الّتقدّم العلميّ. إنّ هذا النّوع من المعرفة هو ما ألهمني لأتعلّم أكثر و أكثر كلّ يومٍ، وهنا يكمن أملي العميق أن يحدث الشّيء ذاته لكم، لكن هذه القائمة مختصرة وأنا اعتمد عليكم بإثرائها لاحقاً.*
. يوجد في جسم الشّخص العادي ما يكفي من الحمض النّووي للوصول من الشّمس إلى بلوتو والعودة إليها 17 مرّة
الجينوم البشريّ، الذي هو الشّيفرة الوراثية في كل خلية بشريّة، يحتوي على 23 جزيئة DNA—مع الأخذ بالعلم أنّ كلّ صبغيٍّ يحتوي علي جزيء DNA وحيد (ضفيرةDNA) والإنسان يمتلك 23 زوج من الصّبغيّات داخل نواة الخليّة—كلّ جزيئة DNA تحتوي على 500 ألف إلى 2.5 مليون زوج من النيكيوليتيدات، جزيئات DNA التي بهذا الحجم يتراوح طولها بين 1.7 سم إلى 8.5 سم ووسطياًّ تكون بطول 5 سم، وهذا ما يدعو جزيئات DNA إلى أن تلتف بشكلٍ حلزونيٍّ لتتّسع داخل الخلية مشكّلةً ما ندعوه الصّبغيات.
يوجد في جسم الإنسان حوالي 37 ترليون خليّة، وإن قمنا بفرد كلّ المادّة الوراثيّة الموجودة في كلّ خليّةٍ ووصلنا النّهايات إلى بعضها البعض سيكون الطّول النّاتج لدينا 2×10^14 مترا أو المسافة المقطوعة لرحلة إلى بلوتو ذهاباً وإياباً 17 مرّة.
إن قمت بخلط مجموعة من أوراق اللعب فمن المحتمل أنك قمت بترتيب الأوراق بطريقة لم يسبقك إليها أحد في العالم!
إنه لمن غير المرجح إحصائياً أن يكون قد حدث ترتيبين متماثلين لأوراق اللعب منذ بدء الحياة على كوكب الأرض! هل يمكنك أن تصدق ذلك!
إن عدد الترتيبات الممكن الحصول عليها من مجموعة من اوراق اللعب المؤلفة من 52 ورقة تساوي !52 وهذا يساوي بشكل تقريبي 8×10^67.
هل يبدو لك رقماً عادياً؟
ماذا لو قلت لك إنَّ هذا العدد يفوق عدد الذرات الموجودة على كوكب الأرض وأيضاً يفوق عدد الثواني المنقضية منذ تشكل الكون وحتى هذه اللحظة، أي ما يعادل 13.8 بليون سنة.
بعد هذه المعلومة وفي كل مرّة تقوم فيها بخلط الأوراق تذكر أنك تقوم بإنجاز يعتبر الأول من نوعه.
من الممكن أن يستغرق الفوتون 40000 عاماً للانتقال من نواة الشّمس وصولاً لسطحها لكن يلزمه 8 دقائق فقط ليتابع طريقه إلى الأرض
يسافر الفوتون وسطيّاً مسافةً معينّةً لنرمز لها (س)، قبل أن يتمّ امتصاصه لفترةٍ وجيزةٍ، ثمّ يتمّ إطلاقه من قبل الذّرّة عشوائيّاً بمسارٍ جديد. المسافة من نواة الشّمس إلى سطحها تبلغ 696000 كيلومتراً بعدها يكون الفوتون قادراً على الهروب إلى الفضاء.
على الفوتون القيام بالعديد من القفزات المجنونة الّتي لا نعلم عددها تماماً، لكن الخلاصة أنّ هذه القفزات ستستغرق بين آلاف إلى ملايين السّنين من الفوتون ليصل إلى سطح الشّمس، وهذا ما يدلّنا على أن الضوء الذي يصل إلينا اليوم من الشّمس هو الطّاقة المنتجة ربما منذ ملايين السّنين. وهذا حقاً مدهش.
الحاجز المرجانيّ العظيم على عمقٍ يزيد عن 2000 كيلومتر هو أكبر بنيةٍ حيّةٍ على الأرض
تتكون الشّعاب المرجانية من أعداد هائلةٍ من العناقيد المرجانية الفردية (الرّخويّات، اللافقاريّة) المرتبطة مع بعضها البعض بواسطة نسيج الحاجز المرجانيّ العظيم وهو نظامٌ مترابطٌ يتألّف من 3000 شعبةٍ مرجانية إضافةً إلى 900 جزيرة مرجانيّة مقسوما بواسطة ممراتٍ ضيّقةٍ.
فقط تحت سطح بحر المرجان، الّذي يمتدٍّ لأكثر من 2000 كيلومتر ويغطّي مساحةً قدرها نحو 000 350 كيلومتر مربع، توجد أكبر بنيةٍ حيّةٍ على الأرض والوحيدة الممكن رؤيتها من الفضاء، لكن للأسف هذه المستعمرة الهشّة بدأت بالانهيار نتيجة تغيّرات المناخ والتّلوّث والكوارث الّتي هي من صنع الإنسان.
عدد الذّرّات الموجودة في ملعقةٍ صغيرةٍ من الماء تساوي ثماني أضعاف عدد الملاعق الصّغيرة من الماء الموجودة في المحيط الأطلسي
ملعقة صغيرة من الماء (حوالي 5 مل) تحتوي على 2×10^23 جزيء ماء، لكن كلّ جزيء ماء يتألّف من 3 ذرات: اثنتان هيدروجين وواحدة أوكسجين، علاوةً على ذلك، إذا وضعنا جزيئات الماء الموجودة في ملعقةٍ صغيرةٍ من الماء موصولةً من نهاياتها بشكلٍ متتال، سيصل طولها إلى 50 بليون كم أو عشرة أضعاف عرض نظامنا الشّمسيّ.
الشّخص العاديّ يمشي في حياته ما يعادل خمس دورات حول العالم
الشخص الطبيعي معتدل النّشاط يمشي 7500 خطوة في اليوم، إذا حافظت على هذا المعدل يومياً وحالفك الحظّ أن تعيش لسنّ الثّمانين عندها تكون قد مشيت 216,262,500 خطوةً في حياتك. إن قمنا ببعض الحسابات فإنّ الشّخص العاديّ ذو الخطوات العاديّة والّذي سيعيش ليبلغ الثمانين من العمر سيمشي مسافة 177000 كيلومتر، وهو ما يعادل المشي 5 مرّات حول الأرض تماماً على خطّ الاستواء.
عندما يتمّ تبريد الهيليوم إلى الصّفر المطلق تقريباً ( -460 درجة فهرنهايت أو -273 درجة سيليسيوس) الّتي هي أدنى درجة حرارة ممكنة يصبح سائلاً ذا خواص مدهشة: يتدفق بعكس الجاذبيّة خارج الوعاء!
كلنا نعلم استخدامات غاز الهيليوم من نفخ البوالين إلى القدرة على جعلنا نتكلّم بصوت كالسّناجب، لكن ما يجهله معظم النّاس أن الهيليوم يوجد بحالتين سائلتين واضحتين أحدهما ندعوه بالزّاحف على الحدود وستعرف الآن لماذا…
عندما يكون الهيليوم فقط تحت بضع درجات من درجة غليانه التي هي -452 درجة فهرنهايت (-269 درجة مئوية) سيمتلك فجأةً خصائص لا تمتلكها غيره من السوائل كأن يسيل عبر شقوق جزيئية رفيعة صاعدةً للأعلى وعلى جوانب الوعاء، والقدرة أيضاً على البقاء ساكناً عند فتل الوعاء الحاوي عليه. الهيليوم لم يعد مجرّد سائل عادي بل أصبح سائلاً بقدراتٍ خارقةٍ، فهو السّائل المتدفّق دون احتكاك.
”إذا حرّكت سائلاً داخل كوبٍ وتركته يدور وعدت بعد عشر دقائق ستجد السّائل قد توقّف عن الدّوران داخل الكوب بالطّبع“ يقول John Beamish، وهو الفيزيائيّ التجريبيّ في جامعة Alberta في Edmonton. ”الذرات في السّائل ستتصادم وتبطّىء بعضها البعض .لكن إذا جرّبت ذلك مع الهيليوم في درجة حرارةٍ منخفضةٍ وعدت بعد مليون سنة“، كما يقول، ”ستجد أنّه لا زال يتحرك“.
إذا انفجر ”منكب الجوزاء“ انتقالاً من صورة العملاق الأحمر إلى المستعر الأعظم ذلك سيجعل سماءنا تضيء بشكلٍ مستمرّ لمدّة شهرين. ابقَ متيقظاً فذلك قد يحدث في أيّ وقت، لربما في غضون بضعة آلافٍ من السّنين أو غداً أو حتّى الآن!
يبعد منكب الجوزاء حوالي 430 سنة ضوئيةً عن الأرض. حتى الآن إنّه بالفعل واحدٌ من أكثر النّجوم لمعاناً في سماء الأرض. والسّبب يعود لكون منكب الجوزاء نجماً عملاقاً – من أكبر النّجوم في الكون.
يبلغ ضياؤه 10.000 مرّةً أشدّ من ضياء الشّمس إذا تمّ وضعه في مركز شمسنا، فإنّ خط نصف قطره سيمتدّ متجاوزاً خطّ نصف قطر كوكب المرّيخ. وحيث أنّ منكب الجوزاء وصل لنهاية عمره، فمن المرجّح أن ينتهي بانفجارٍ بصورة مستعر أعظم.
خليّة الدّم الواحدة تستغرق 60 ثانية لإتمام دورةٍ كاملةٍ في جسم الإنسان
لديك حوالي 5 ليترات من الدّم في جسمك (أو على الأقل معظم البشر يمتلكون هذا القدر).
القلب الطبيعي يضخ 70 مل من الدم مع كل نبضة، بالإضافة إلى أن القلب المعافى يدق حوالي 70 مرّة في الدقيقة فإذا قمنا بضرب كمية الدم الذي يتم ضخه مع كل نبضة بعدد الدقات في الدقيقة الواحدة سنحصل على 4.9 ليتر من الدم، وهذه القيمة تساوي تقريباً كل ما يوجد بجسمك من دماء، في دقيقة واحدة فقط يضخ القلب كامل حجم الدم الذي يحويه جسمك إلى كامل أنحائه.
الكون الذي نعرفه
يتكون الكون الذي نعرفه من 50,000,000,000 مجرة. هناك بين 100،000،000،000 و1,000,000،000،000 من النجوم في المجرة العادية. في درب التبانة وحدها قد يكون هناك ما يصل إلى 100,000,000 كوكب.
dsief+1