بعض التصرفات العفوية التي تصدر منا دون تخطيط تضفي طابعًا مختلفًا على الروتين اليومي الذي نلتزم به جميعًا، وتترك أثرًا في ذاكرتنا، فما هو الشيئ الأكثر عفوية الذي قمت به على الإطلاق؟ وكيف كان تأثيره عليك؟
ما هو الشيء الأكثر عفوية الذي قمت به على الإطلاق؟
شبهت قريبتي بالتلفاز 😅، في صغري كنت قد مكثت مع جدتي مدة من الزمن، وكانت قد أعطت جهاز التلفاز الخاص بهم لجيرانهم لأجل أطفالهم، لانها كانت تعيش مع جدي وحدهما لذلك هما مستغنيان عنه، لكن عندما حضرت عندهم لم أجد ما يسلني ويذهب عني الملل، فكانت تزورنا قريبة لهم بين الحين والأخر، وفي احدى المرات عندما همت بالمغادرة طلبت منها المكوث أكثر وقلت لها: اجلسي معنا فأنت تلفازنا!!
ومازلت لليوم تذكرني بقولي، وأضحك من تعليقي حينها.
غالبًا الكبار يظلون يذكروننا بذلاتنا وطرائفنا في الطفولة في كل مناسبة عندما نكبر كقولهم "هل تذكرين في طفولتك؟ كنتي تفعلين كذا وكذا.." ويتوالى الضحك ونستغرب نحن من سذاجتنا وقتها.
طلبت منها المكوث أكثر وقلت لها: اجلسي معنا فأنت تلفازنا!!
أتساءل ما جعلك تشبهينها بالتلفاز؟ هل كانت كثيرة الكلام مثلًا، أم أن جلستها مسلية ولطيفة؟
لقد كان الأمر الأكثر عفوية الذي قمت به طيلة فترة طويلة من حياتي وحتى الآن هو أنني أعبر فوراً عن مشاعري الإيجابية فور أن أشعر بها.
فمثلاً إذا قابلت صديقي وأعجبني مظهره لا أتردد فوراً بمشاركة مشاعري الإيجابية هذه معه، وإذا قام أحد بعمل أعجبني وحتى لو لم أكن أعرفه، لا أتردد فوراً في إيصال مشاعري هذه له، ربما كنت أمهل نفسي بعض الوقت للحكم المتأني على مشاعري السلبية، ولكن الإيجابية دوماً ما تخرج مني بشكل عفوي.
ولقد أثر هذا الأمر في حياتي كثيراً بالإيجاب، فإن كلمة واحدة فقط قد تكون كفيلة بأن تغير الحالة الشعورية لدى شخص ما للأفضل بلا شك، وهذا ما يجعل قلبك منتعشاً دوماً.
فإن كلمة واحدة فقط قد تكون كفيلة بأن تغير الحالة الشعورية لدى شخص ما للأفضل بلا شك، وهذا ما يجعل قلبك منتعشاً دوماً.
من الجميل أن يكون لك تأثير إيجابي فيمن حولك، يذكرني بمواقف كنت أواجهها صعبة وعندما أتخطى الأمر بعد أيام وأقابل من يواجه موقفًا مشابهًا (وغالبًا ما يكون غريبًا عني)، أخبره بأن الصعب سيمر بخير وأنه سيتحسن وأنني مررت بنفس الموقف وتجاوزته، أشعر ببعض التأثير على هذا الشخص فيقل همه مما يجعلني أشعر بالراحة.
دُعيت ذات مرة لحفل استقبال الطلاب الجدد بكليتي، وطُلب مني أن أُلقي كلمة. وأثناء الكلمة قلت لهم مثنيا على أحد أساتذتنا الذين سيدرسون لهم في أول فصل دراسي: "الدكتور زكريا أحسن دكتور هتقابلوه، لا يوجد أحد من طلاب الكلية ليس له خلاف عليه." وكان من المفترض أن ألغي كلمة ليس لأن نفي النفي إثبات لأنها توحي بأنه أسوأ أستاذ بالجامعة وأن كل الطلاب يختلفون عليه. حاولت الدكتورة التي كانت تدير الجلسة الحوارية احتواء الموقف وضحك جميع الحضور بما فيهم هذا الدكتور الذي يعلم جيدا أنني أحبه.وكانت هذه آخر مرة ألقي فيها خطابات للطلاب الجدد بالكلية. حتى الآن لا أعرف لماذا؟
وكنت مع أمي وأنا صغير فقابلت امرأة عجوز فأعطتني مالا هدية لي حتى أحضر لنفسي بعض الحلوى، فقالت لي أمي: اشكرها فهي في مقام جدتك. فرددت عليها: يعني هتروح عند ربنا زي جدتي؟
التعليقات