لعل الثورة الإلكترونية قد أتاحت للناس فرصا عجيبة،ما كانت لتخطر لهم على بال.فمن كان يتصور قبل عقود من الآن إمكانية العمل عن بعد،بواسطة جهاز صغير،دون أن يبرح المرء مكانه .

ولعل هذا ما اغرى الكثير من الناس ،حتى حسبوا أن جني المال لا يتطلب الكثير.فصرت ترى من لا تحصيل عنده يوهم الآخرين بقدرات زائفة،بحجة أنه صاحب عمل حر.

وحتى لا أقسو على احد،فستاحدث في الميدان الذي خبرته، وهو الكتابة والبحث العلمي.فغالبا ما المس شكوى "المبدعين "من اناس يدعون صناعة الكتابة،مع أنهم أعجز الناس عن التعبير.

فكيف تعرض خدمات لا تحسن التعامل معها؟فليتك ،يا رحمك الله،جربت طرقا أخرى. فرزق الله مبثوث في كل الأنحاء.

لكن ،من يستطيع منع مراهق غر،أغوته التكنولوجيا من إنشاء مدونة خلال خمس دقائق؟وحينها يخرج على العالم،وهو مزهو بهذا العمل.

لهذه الأسباب انتشر الأدعياء على صفحات الأنترنت،وزاحموا في غير ميدانهم،حتى خشي المبدعون على صناعتهم.

لذا،لا تستغرب إن وجدت من يدعي كل شيء،فهو كاتب ومصمم،واقتصادي،وعالم فلك. .

فهل بإمكاننا أن نفرز الدعي من الأصيل؟وهل هذا حجر على حرية الأفراد في الفكر والكتابة؟ام اننا محقون في هذا حماية للعلم ؟

وقد كان الشاعر أبو العتاهية بصيرا بهؤلاء ،حين قال :من لم يكن شاعرا فلا يدخل علينا؟