كونك عاملا مستقلا فإن من أهم ما تحتاج إليه بعد الكفاءة هو القدرة على تنظيم الوقت وإدارته.
وربما نعلم أن هناك فرقا جوهريا بين العمل الوظيفي والعمل الحر يتمثل في الوقت، فالعمل الوظيفي محدد بوقت ما، وينتهي بانتهائه أما العمل الحر فكل ثانية من وقت المستقل لها الأثر في سير عمله ومدى إنتاجيته.
ضع نصب عينيك هذه المعادلة:
الوقت لدى العامل المستقل = مدى ما أنتجه من عمل.
ولنأخذ مثالا على ذلك:
الشخص رقم 1 ينجز مشروعا في ثلاث ساعات.
الشخص رقم 2 ينجز نفس المشروع في خمس ساعات.
الشخص رقم 1 هو من ينجح في إدارة وقته.
والفشل في إدارة الوقت يسبب أمورا تعود على المستقل بالضرر:
أولها: فقدان العملاء.
ثانيها: الشعور بالملل، وقد يحكم المستقل على نفسه بالفشل، وترك العمل الحر نهائيا.
لذلك جمعنا في هذه السطور ثمان خطوات تستطيع عن طريقها إدارة وقتك كمستقل ناجح:
⦁ ترتيب المهام:
كمستقل ربما يكون لديك في وقت ما أعمال كثيرة تتطلب تسليمها في أوقات مختلفة حسب الاتفاق بين المستقل والعميل لذلك ينبغي في هذه الحالة أن تمتلك مفكرة الكترونية أو ورقية لتدوين المهام حسب أولويتها، وما إن تنتهي من مهمة ما، قم بمحوها من القائمة.
⦁ حدد وقتا:
أنت على علم بقدراتك، وبمدى ما تنتجه خلال وقت ما فعليك أن تحدد وقتا مناسبا لكل مهمة بحيث لا تتجاوزها واسمح بمزيد من الوقت الإضافي للطوارئ التي قد تصادفك.
⦁ التفويض:
يمكنك أن تفوض أعمالا لآخرين ينجزونها لك بحيث تكون هذه الأعمال غير مهمة وعاجلة فلا تحتاج منك أن تضيع وقتك فيها أو مهمة وغير عاجلة فتعطي لنفسك فرصة لمراجعتها.
⦁ تنظيم مكان العمل:
هذه الخطوة توفر الكثير من الوقت والجهد، وتعطي طاقة إيجابية، وراحة نفسية للعامل المستقل وذلك عن طريق ترتيب ما تستخدمه من كتب وأدوات، والاستغناء عن الأشياء التي لن تحتاج إليها بالإضافة إلى اختيار المكان المريح والمناسب، والإضاءة الجيدة.
⦁ ابتعد عن الملهيات:
من أكبر الأخطاء أن تعمل على جهازك، وفي نفس الوقت تكون متصلا بمواقع التواصل الاجتماعي أو تكون خاصية الإشعارات والتنبيهات مفتوحة فتضطر إلى فتحها مثلا حين ذلك ستكتشف أن جزءا كبيرا من وقتك قد أهدر بلا فائدة.
⦁ انتهي من المطلوب أولا:
كل مشروع أو عمل له موعد محدد للتسليم، ابدأ بالأعمال المطلوب منك أن تسلمها أولا، وقم بتسليمها قبل الموعد المحدد بفترة كافية لإجراء التعديلات إن وجدت، ولا تنتقل لغيرها حتى تنتهي منها.
⦁ إعطاء فكرة عن مشروعك:
لابد من إعطائها للعميل كنموذج يراه قبل شروعك في العمل فربما ما قدمته من عمل ابتداء لا يحوز على رضا العميل، وتكون قد صرفت وقتك دون فائدة فالاتفاق المبدئي على العمل بكل جوانبه يوفر عليك وقتا إضافيا تصرفه على العمل دون فائدة.
⦁ فترات راحة بينية:
أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في زيادة الإنتاج وهي أن تحدد وقتا معينا تقوم فيه بالتركيز على عملك ثم تتبعه بفترة راحة مدتها عشر دقائق مثلا ثم تكرر الأمر ما بين وقت جاد مخصص للتركيز لا يتجاوز النصف ساعة، ويتخلله فترات راحة قصيرة.
وفي النهاية عليك أن تحدد مستوى انجازك، وهل أنت عامل مستقل مبتدئ أم محترف؟ ومدى إمكانية انجازك لمهمة محددة في وقت محدد حتى تتسلم مشاريعك وطلبات العملاء بناء على تلك المعطيات.
التعليقات