قرأت كثيراً عن العمل الحر، وميّزاته في المقابل سلبيات الوظيفة أو العمل لصالح شركة أو منظمة. لكن من باب التذكير، فمن الخطاء مقارنة ايجابيات الأول بسلبيات الآخر. بهذه الطريقة أستطيع عمل جدول يوحي أن العمل الحر أفضل من الوظيفة أو العكس.

في أحد المقالات، أن العمل الحر يغنيك عن العمل تحت مدير متسلّط. ولكن حسب وجهة نظري وتجربتي، ليس كل مديراً متسلطاً، ويكون المدير بالنسبة للعامل الحر او المستقل هو الزبون وقد يكون الزبون في مرتبة المدير المتسلط عندما يكون متسلطاً!

تستطيع أن تعمل من البيت لو كنت مستقلاً. لكنّي لا أرى من البيت مكاناً مثالياً للعمل. ليسما المطبخ فهو يصلح للطبخ فقط. هذه وجهة نظر شخصية. لا أضعف من أهمية ومميزات العمل الحر، ولكن لا أقول انه أفضل من الوظيفة ولا ايضاً اقول أن الوظيفة أفضل من العمل الحر. صحيح ان هناك ميزات اخرى تميّز العمر الحر عن الوظيفة لكن هناك ايضاً ميزات اخرى تميز الوظيفة عن العمل الحر.

في حالات تكون الوظيفة أفضل من العمل الحر. يقول أحد اصدقائي، عملت حراً لثلاثة سنوات، عدد المال الذي جنيته في تلك الفترة يعادل ثلاثة اشهر عمل في الوظيفة التي اعمل بها حالياً. لذلك استطيع أن اقول ليس كل مستقل يصبح رائد اعمال. ولا عيب أو اقليّة للموظفون. حتى لا تقول لي العمل الحر فاشل عند العرب فقط و تضيف اسقاطات عنصرية كنوع من جلد الذات، صديقي هذا من الولايات المتحدة.

علّة العامل هي الملل. والملل يصيب الطرفين العامل الحر والموظف. بعكس القصة السابقة، هناك الكثير من الاشخاص اتجهوا للعمل الحر بعد التضحية بوظائفهم. وغالبهم لم يجدوا عائداً كاللذي كانوا يجدوه بوظائفهم. لذلك ما اود قوله هو، نعم ريادة الاعمال تحتاج الى تضحية. ولكن التضحية تحتاج الى تخطيط وعقل اولاً.

العمل الحر جيداً في حالات! وفي حالات كثيرة الوظيفة افضل. والتضحية بلا تخطيط تؤدي الى الحسرة. التضحية لاتعني اسناد الامور الى الحظ او الصدفة. الا اذا كان لك رأياً اخر، دعنا نستفيد منك.

راشد المري