في البداية، كنت أتعامل مع كل مشروع وكأنه تجربة جديدة تمامًا: أُعيد التفكير في طريقة الكتابة، تنسيق العرض، وحتى أسلوب التواصل. كنت أظن أن هذا التنويع يعني التميّز، لكنه في الحقيقة كان يستهلك الكثير من وقتي وجهدي دون حاجة. لكن بعد تنفيذ مشروع ناجح لعميل، جلست أراجع ما الذي جعل التجربة ناجحة؟ ماذا كتبت في العرض؟ كيف كانت خطوات التنفيذ؟ وما الأسلوب الذي استخدمته في التواصل؟ ومن هنا جاءت الفكرة: لماذا لا أكرّر هذا النجاح؟ بدأت أستخدم نفس القالب في العروض، وأتبع نفس تسلسل الخطوات في المشاريع المشابهة. بالطبع كنت أعدّل التفاصيل حسب كل حالة، لكن الإطار العام بقي ثابتًا. النتيجة؟ وقت أقل في التحضير، ثقة أكبر في التنفيذ، وتجارب ناجحة متكررة. هل جرّبتم من قبل تحليل مشروع ناجح ومحاولة تكراره، وهل تعتقدون أن تكرار ما ينجح يُعتبر ذكاء أم نوع من الجمود؟
كيف نتعلم من نجاحتنا السابقة؟
نعم، جربت كثيرا تحليل نقاط النجاح وإعادة توظيفها وتكرارها في مشاريع أخرى، وكان ذلك ناجحا جدا.
وكان الأساس الذي تعلمت منه هذه الطريقة علم التسويق، إذ أنه ينص على أحد الركائز الأساسية في علم التسويق وهي: القياس والتحسين الدائم.
أي أن دورة القياس والتحسين متكررة، والهدف منها معرفة "ما ينجح" وتكراره.
نعم، تكرار ما ينجح يعتبر ذكاء، لكن يجب أن يتم بطريقة ذكية وليس عشوائية.
سيعتبر نوعا من الجمود إذا كان تكرارا دون تحليل سابق للنقاط التي جعلت العملية تنجح أو تفشل.
في علم التسويق نقوم بتتبع مؤشرات الأداء Kpis بدقة كبيرة لمعرفة النقاط المفيدة والنقاط الفاشلة بدقة وليس فقط التكرار الجامد.
في علم التسويق نقوم بتتبع مؤشرات الأداء Kpis بدقة كبيرة لمعرفة النقاط المفيدة والنقاط الفاشلة بدقة وليس فقط التكرار الجامد.
لفتني كثيرًا ربطك بين تكرار النجاح ومؤشرات الأداء (KPIs)، لأن ذلك يُضفي على التكرار بُعدًا تحليليًا يجعله أكثر فعالية. لكن ما يدور في ذهني هو: هل تكون هذه المؤشرات واضحة وسهلة التتبع بنفس الشكل في المشاريع الفردية أو في سياق العمل الحر؟ أحيانًا أشعر أن نجاح مشروع ما يكون مرتبطًا بتفصيلة شعورية أو تواصل بشري يصعب تحويله إلى مؤشر رقمي واضح.
برأيك، هل يمكن للمستقل أن يبتكر لنفسه نظامًا مبسطًا لمتابعة مؤشرات أداء خاصة بنمط عمله؟
وإن كان لديك مثال عملي، سأكون سعيدة بمعرفته.
نعم، أظن أنه يمكن للمستقل أن يبتكر لنفسه نظاما لمتابعة مؤشراء أداء خاصة بنمط عمله.
شخصيا أتتبع عادة:
- النتائج النهائية التي تحصل عليها العميل بسبب عملي معه (خاصة في التسويق، أتابع عدد المبيعات التقريبي، عدد المتابعين، مستوى التفاعل... الذي نتج عن الحملة، في المقالات أتتبع ترتيب الموقع الذي كتبت له على جوجل وأرى عدد المقالات التي كتبتها وتصدرت محركات البحث...)
- الوقت المستغرق يوميا في العمل (بواسطة تطبيقات مثل pomodoro)
- سرعة إنجاز المشاريع ومعدل إكمال المشاريع في الوقت المحدد.
- قيمة الساعة لدي (أحسبها بالوقت المستغرق مثلا لكتابة مقال واحد وأقيم سعر الساعة وأحاول تحسينه)
صحيح أن النجاح يكون مرتبطا بتفاصيل شعورية أو تواصل بشري... لكنه لا يكفي وحده، ومهنيا يجب تتبع مؤشرات واضحة للتمكن من الانتقال للمرحلة التالية من النجاح ورفع قيمة الساعة وجودة الأعمال المقدمة.
بصراحة الفكرة أثارت انتباهي لأنني لم أجربها من قبل قط دائمًا كنت أعتقد أن كل مشروع يحتاج إلى بداية جديدة وأسلوب مختلف حتى لا أقع في فخ التكرار أو الملل لكن بعد قراءتي لما كتبته أرى أن الفكرة منطقية جدًا بل وتوفر الوقت والجهد فعلًا ليس بالضرورة أن يكون التكرار جمودًا أحيانًا هو ذكاء في استثمار ما نجح سابقًا مع إضافة لمسات خاصة تناسب كل حالة أعتقد أنني سأحاول تطبيق هذا الأسلوب في مشاريعي القادمة فمن الجميل أن نتعلم كيف نكرّر النجاح لا أن نظل نبحث عن عجلة جديدة في كل مرة
سعدتُ كثيرًا بأن الفكرة لامستك ودفعتك للتفكير في تجربتك الخاصة، وهذا تحديدًا ما كنت أطمح إليه من طرح السؤال. جميل ما ذكرتِه عن اللمسات الخاصة، لأن التكرار الذكي لا يعني النسخ، بل البناء على ما أثبت فعاليته، مع ترك مساحة للتجديد حسب طبيعة كل مشروع. برأيي، البداية ليست بتغيير كل شيء، بل بملاحظة ما يمكن اعتباره نقطة قوة شخصية تتكرّر في نجاحاتنا السابقة، ثم العمل على تطويرها. سأكون مهتمة بمعرفة تجربتك لاحقًا إن قررتِ تطبيق هذا الأسلوب في مشروع فعلي.
سؤال مهم جدًا، لأننا كمستقلين أحيانًا نخلط بين "التكرار الممل" و"التكرار الذكي".
عن نفسي، وصلت لقناعة مشابهة تمامًا:
في البدايات، كنت أتعامل مع كل مشروع وكأنني أبدأ من الصفر… وأُرهق نفسي في التفكير، وصياغة عروض جديدة كليًا، والتخطيط بأسلوب مختلف كل مرة.
لكن مع الوقت، فهمت أن الاحتراف الحقيقي لا يعني التنويع المستمر، بل معرفة ما الذي ينجح وتكراره بذكاء.
ففي كل مشروع ناجح، هناك عناصر قابلة للتكرار:
قالب عرض واضح
خطوات تنفيذ فعالة
أسلوب تواصل محترف
واستخدام هذه العناصر كـ"نموذج عمل شخصي" ليس جمودًا، بل نقطة انطلاق مدروسة تُوفر الجهد، وتُقلل من التشتت، وتُزيد الثقة بالنفس.
الذكاء ليس في أن نبدأ كل مرة من الصفر، بل أن نبني كل مرة فوق ما نجح سابقًا.
تكرار النجاح لا يلغي التفرّد، بل يمنحك مساحة لتُبدع في التفاصيل بدل أن تستهلك طاقتك في الأساسيات.
وسؤالي لكم:
ما العنصر الثابت الذي تعتمدونه في مشاريعكم، وكنتم تظنون سابقًا أنه يجب تغييره كل مرة؟
وهل لديكم "وصفة شخصية للنجاح" تكررونها بثقة؟
التعليقات