في بداياتي في العمل الحر، كنت أظن أن تخفيض السعر هو الطريق الأسرع لجذب العملاء. ولفترة، كنت أقدم خدماتي بأسعار أقل من السوق لمجرد أن أُفضّل على غيري. لكنّي اكتشفت مع الوقت أن هذا الأسلوب لا يضمن لي الاستمرار، ولا يجذب نوعية العملاء التي أبحث عنها. حين بدأت أركّز على جودة ما أقدّمه، وعلى طريقة عرضي للخدمة، تغيّرت نظرة البعض. أصبح هناك من يختارني رغم أنني لست الأرخص، فقط لأنهم شعروا أن هناك قيمة حقيقية تُقدَّم. لكن في المقابل، ما زال هناك كثير من العملاء يركّزون على السعر أولًا، ويتجاهلون التفاصيل الأخرى التي تُمثل مجهودًا حقيقيًا. وهنا تحديدًا تظهر المشكلة: كيف نُقنع العميل بأن السعر وحده لا يكفي للحكم على العرض؟
المنافسة بالسعر ليست دائمًا لصالحك، فكيف تظهر تميزك أمام عروض أقل تكلفة؟
لحل تلك المعضلة علينا بعمل استراتيجية قوية لاقناع العميل الخطوة الاولي والاساسية هي كسب ثقة العميل اقامة علاقة دائمة مع العميل وليست مؤقتة ونحاول معرفة شبكة العلاقات المحيطة به واكتسابهم مما يزيد من ثقة العميل وان يشعر انه غير مستغل مننا وهنا نلعب علي العاطفة قبل العقل .
الخطوة الثانية هي تقديم خدمات اضافية للعميل قد تكون اثناء تقديم الخدمة او فيما بعد بحيث يشعر بالود في المعاملة ويحب التعامل معنا وقد يرشحنا لعمل اكثر وهنا نلعب علي العقل والعاطفة معا
الموضوع بسيط ولكن يحتاج تضحية ومزيد من البذل والعطاء مشكلتنا الاساسية تكمن أننا نعامل العمل الحر كسبوبة او عمل مؤقت ولا نسعي في تطويره اجتماعيا ونفسيا وماديا كما قال دكتور ايهاب مسلم
لا شك أن بناء علاقة طويلة الأمد مع العميل يساهم في كسب ثقته، لكن الإشكال يبدأ قبل ذلك، في اللحظة الأولى التي يرى فيها العميل عرضك. فغالبًا ما يُبنى قراره المبدئي على طريقة تقديمك لخدمتك، وليس على العلاقة التي ستتطور لاحقًا. ما لاحظته من تجربتي أن كثيرًا من العملاء الذين يبحثون عن السعر الأرخص، يتوقعون في الوقت نفسه مستوى عالٍ من الجودة، وهذا ما يجعل التحدي أكبر. فالمشكلة لا تكمن دائمًا في عقلية العميل، بل أحيانًا في الصورة التي نعرض بها أنفسنا. ولهذا، أرى أن بناء هوية واضحة ومميزة، تُبرز الفرق من اللحظة الأولى، هو ما يجعل العميل مستعدًا لسماعك، حتى وإن لم تكن الأرخص.
تحليلك دقيق وعملي، خاصة في بيئة العمل الحر التي تشتعل فيها المنافسة، ويحاول المستقلين تقديم أسعار مخزية ، ولا يعلمون أن العميل الذي سيقبل بهذه الأسعار لن يكون وفي لهم لأنه سيبحث عن الأقل في السعر دائماً ، يمكننا التحدث مع العملاء حول مفهوم وفكرة الجودة، و أننا نقدم لهم قيمة وعندما يكون حديثنا مدعوم بالنتائج والأرقام يمكننا حينها الوصول إلى نتيجة
صحيح تمامًا، الاعتماد على السعر وحده لا يصنع علاقة مستقرة مع العميل، لأن من يبحث عن الأرخص سيظل يبحث عنه دائمًا. لكن أعتقد أن التحدي الحقيقي هو كيف نُعرّف العميل عمليًا بمفهوم القيمة، لأن كلمة جودة وحدها لم تعُد كافية، خصوصًا مع كثرة العروض المبالغ في وعودها. أحيانًا نحتاج أن نُظهر القيمة في طريقة العرض نفسها: كيف نصف الخدمة، كيف نعرض النتائج، وما نوعية الأسئلة التي نطرحها على العميل منذ البداية. كلها مؤشرات تُشعره بأننا مختلفون، حتى قبل أن يدخل في التفاصيل. النتائج والأرقام مهمة بالتأكيد، لكنها لن تكون مقنعة ما لم تُبنى على تجربة تواصل احترافية من البداية.
نصف الخدمة مثلاً بالنسبة لكتابة المحتوى ربما يمكننا اخبار العميل بما سنقوم به من خطوات حتى لو خطوط عريضة، مثلاً سأقوم بعمل تحليل للمنافسين ودراسة محتواهم ، وتحليل للمحتوى السابق، في كتابة المحتوى يوجد أرقام أيضا خاصة في السوشيال ميديا ارقام توضح المحتوى كم عدد من وصل لهم المحتوى، وكم عدد من تفاعلوا معه وكم عدد من تواصلوا برسائل وغيرها ، يعني هذه مجرد أفكار لكيف نصف الخدمة حتى أبرهن للعميل أنني استحق أن يدفع لي الثمن المطلوب!
مطلوب أيضا من المستقل ألا يبخس قدره، وأن يدرك أن حتى وقته له ثمن وقيمة.
غالبًا ما يكون قرار تخفيض الأسعار أو تقديم كمية عمل أكثر هو قرار صائبًا في بداية العمل، على الأقل حتى تحصل أول عملاء ويكون لدينا سابقة أو نماذج أعمال.
أعتقد نماذج الأعمال السابقة هي أفضل وسيلة لإقناع العميل، وشخصيًا تعاملت مع عملاء يهتمون بالجودة أكثر من السعر، كما تعاملت مع عملاء اهتمامهم الأول هو السعر ويحاولوا الحصول على خصم أو زيادة عدد الكلمات أو النصوص ولو من أول تعامل، بل قد يصرون على تخفيض السعر وقبول العمل لرغبتهم في العمل معي نظرًا لخبراتي وتقييماتي وجودة النماذج السابقة!
وأنا أقر بفعل أمرًا قد يكون خاطئًا لكن طالما أرغب في العمل أو مشروع معين قد لا أهتم بالسعر كثيرًا 😁
فعلاً، نماذج الأعمال السابقة تلعب دوراً كبيراً في إظهار القيمة الحقيقية للخدمة، لأنها تعكس جودة العمل بشكل ملموس للعميل. لكنني لاحظت أن بعض العملاء لا يهتمون فقط بعينة العمل، بل بالكيفية التي تُعرض بها هذه النماذج، وبطريقة تواصلنا معهم خلال شرح التفاصيل. فالتجربة لا تتوقف على المنتج فقط، بل تشمل طريقة التعامل والاحترافية في العرض، وهذا ما يميزنا عن المنافسين حتى لو كانت أسعارنا أعلى. وأتفق معك أن في بعض الأحيان، قد نُضحّي بالسعر لنحصل على فرصة عمل معينة، خاصة في بداية الطريق، لكن المهم هو بناء تلك العلاقات التي تستند إلى الثقة والقيمة، والتي تضمن الاستمرارية بعيداً عن مجرد السعر.
التعليقات