لطالما حملت أفكاري على كاهلي، ومضيت بها وحدي في طرقٍ لا دليل فيها سوى حدس خافت وإرادة لا تخبو. لكنني بدأت أعي، شيئا فشيئا، أن الجهد الفردي – مهما كان صادقا – لا يكفي لصناعة ما يُخلِّد.

أقف الآن عند عتبة سؤال يثقل قلبي ويوقظني من سُبات الاكتفاء:

كيف أتعاون مع المحترفين؟ كيف أجعل من خبراتهم ضوءًا يوجّه مشاريعي، لا ظلًا يطمس ملامحها؟

أحتاج إلى من يدلّني على الطريقة الفضلى لنسج خيوط التفاهم معهم دون أن أفرّط في رؤيتي،

أريد أن أتعلم كيف أفتح نوافذ مشاريعي لرياح الخبرة، دون أن تقتلعها العواصف،

كيف أُحسن الإصغاء، وأتقبّل التوجيه، وأعرف متى أقود ومتى أُقاد.

دلّني، إن كنتَ صاحب دراية، على فنّ التعاون لا كأمرٍ إداري، بل كحالة فكرية وروحية

تنضج بها الفكرة، وتشتد بها الأوتاد، ويغدو الحلم مشتركًا لا عبئًا فرديًا.

علّمني كيف أكون مرنًا دون أن أذوب، قويًا دون أن أتعنّت،

وشريكا حقيقيًا في مشوار يُبنى بالعقول، لا بالأمنيات.

من خلال تجاربكم كيف يمكنني التعاون مع محترفين آخرين لتعزيز جودة مشاريعي؟