كثيرًا ما نركز على تقديم جودة عالية في العمل، سواء كان ذلك في المنتج أو الخدمة أو المخرجات النهائية. الجودة بلا شك عنصر أساسي لبناء سمعة قوية والحفاظ على العملاء. لكن، الالتزام بالمواعيد، واحترام الوقت، وتنفيذ التزاماتنا بشكل منتظم، له نفس القدر من الأهمية. فقد نجد جودة ممتازة في عملنا، لكن إذا تأخرنا في التسليم أو لم نحترم مواعيدنا، قد نفقد ثقة العملاء وسمعتنا على المدى الطويل. الالتزام يعكس مدى احترافيتنا واحترامنا للآخرين، ويؤسس لعلاقات عمل مستقرة ومستدامة. بدون الالتزام، قد تصبح الجودة مجرد وعد غير محقق، ويصبح المستقل أو المحترف غير موثوق به رغم مهاراته. لذلك، من خلال تجاربكم، أيهما كان له التأثير الأكبر على نجاح العلاقة مع العميل: الالتزام أم الجودة؟
الإلتزام لا يقل أهمية عن الجودة. ما رأيكم في ذلك؟
حين يتعلق الأمر بالعلاقة بين الجودة والالتزام فهي ليست علاقة تنافسية بل علاقة تكاملية، فالالتزام يبني الثقة بين العميل والمستقل خاصة في العمل الأول، والجودة تعزز هذه الثقة، العميل قد يعذر المستقل إذا حدث نقص في الجودة وكان المستقل ملتزماً ، لكنه نادراً ما يتغاضى عن التأخر في مواعيد التسليم حتى لو المخرجات ممتازة !!
لذلك أعتقد أن الالتزام هو المفتاح لدخول عالم المستقلين، الجودة هي سبب الاستدامة في العمل.
بالتأكيد فالالتزام يشكل حجر الأساس لبناء الثقة خصوصاً مع العملاء الجدد، والجودة هي التي تضمن استمرارية هذه العلاقة على المدى الطويل. وأود أن أضيف أن الالتزام لا يقتصر على احترام المواعيد فقط، بل يشمل أيضاً الوضوح في التواصل والشفافية عند مواجهة أية تحديات أثناء العمل، فذلك يزيد من مصداقية المستقل ويعزز الثقة بين الطرفين حتى في ظروف الطوارئ. بهذا الشكل، يصبح الالتزام شاملاً ويمنح العميل طمأنينة أكبر تتجاوز مجرد التسليم في الوقت المحدد.
في رأيي الجودة والالتزام لهما نفس القدر من الأهمية، لذلك من واجب المستقل إخطار العميل مسبقاً، إذا وجد المستقل أن رفع الجودة قد يستغرق وقت أكبر من المتوقع ويؤخر موعد التسليم.
وقلت يخطر العميل مسبقاً بوقت كاف؛ حتى يترك حرية الاختيار للعميل، فحسب ظروف المشروع قد تكون أولوية التسليم في الموعد مقدمة ومرجحة عن الجودة، لذلك في حالة التعارض من حق العميل اختيار الأهم بالنسبة له: الجودة أم التسليم في الموعد.
أتفق معك في أهمية إبلاغ العميل مسبقاً بأي تغييرات قد تؤثر على جودة العمل أو موعد التسليم، فذلك يعكس قدراً عالياً من الاحترافية والاحترام. وأرى أن هذا الأسلوب بحد ذاته هو جزء من الالتزام الذي تحدّثتُ عنه في المساهمة؛ فالالتزام لا يعني فقط تسليم العمل في موعده، بل يشمل أيضاً إدارة التوقعات والتواصل بشفافية عند حدوث أي طارئ. وبهذه الطريقة نحافظ على ثقة العميل حتى إن اضطُررنا لتعديل بعض التفاصيل.
أحياناً أرى أن البعض غير ماهرين في إدارة التوقعات المسبقة، وذلك قد يسوء العميل إذا لم يتم التسليم في الموعد ولم يخطره المستقل بذلك مسبقاً، لذلك أتردد إن كانت إدارة التوقعات المسبقة هي موهبة أم مهارة يمكن تعلمها..
برأيي هذا ليس ثابت، هذا الأسبوع نفذت مشروعين لعميل الأول استلمته وكان يحتاجه في نفس اليوم عندما تأخرت لأنني ارتبه عبر عن غضبه وقال إنه يحتاج ملف متماسك فقط بلا جودة ولا تنسيق لظرف طارئ في عمله، قبل يومين عاود لطلب عمل مشابه ولكن أكد على الجودة وسأل عن الوقت الكافي.
أحياناً تكون متطلبات وظروف العميل مختلفة لذلك لا أرى هذا أو ذاك بهم الفارق الحاسم في كسب أو خسارة العميل، والافضل لو استطعنا أن نجمع بين كليهما كما فعلت في المرة الثانية حددت الوقت الكافي للأمر واخبرته حتى أضمن الجودة وبنفس الوقت لا أتأخر عنه
أحترم كثيراً طرحك الواقعي المبني على تجربة مباشرة، ويظهر منها أن ظروف العميل هي التي تحدد أولوية الالتزام أو الجودة في كل مرة. وهذا فعلاً يؤكد أن الجمع بينهما هو الأفضل إن أمكن. لكن ما زلت أرى أن الالتزام بمفهومه الواسع، سواء في احترام المواعيد أو التواصل المسبق أو إدارة التوقعات هو ما يهيئ الأساس لتقديم الجودة لاحقاً. لأن من الصعب أن يثق العميل بالجودة لو لم يكن هناك التزام واضح من البداية. فربما يكون الالتزام هو البوابة التي نمر منها للجودة المستقرة والمستمرة.
بالفعل رأيك صائب، حتى أحيان كثيرة طريقة التواصل والعشوائية في الاتفاق تجعل العميل يتخوف من الجودة وقد لا يوافق علينا رغم أننا قد نكون مبدعين ومؤهلين تماماً لتنفيذ المطلوب على أكمل وجه لكن ينقصنا التنظيم وما يتبعه من مهارات
طرحك يعكس فهمًا دقيقًا لتوازن النجاح المهني خاصة في مجال العمل المستقل أو تقديم الخدمات
فما بين الجودة والالتزام تقف ثقة العميل وهي الركيزة التي تُبنى عليها استمرارية العلاقة وسمعة المحترف
من خلال التجربة أرى أن الالتزام هو الأساس الذي تُبنى عليه القيمة الحقيقية للجودة
فجودة العمل مهما بلغت من الإتقان تفقد أثرها إن لم تُقدَّم في الوقت المتفق عليه
بينما الالتزام حتى وإن كان في مهمة بسيطة يبعث برسالة قوية مفادها أن هذا الشخص جدير بالثقة ومحترف في تعامله
العملاء لا يبحثون فقط عن نتائج ممتازة بل عن شريك يعتمد عليه
فالموثوقية في التسليم والاحترام في التعامل والانضباط في تنفيذ الوعود هي ما يجعل من الجودة أمرًا ذا قيمة فعلية
لذا فإن العلاقة بين الالتزام والجودة تكاملية لكن الالتزام غالبًا ما يكون هو الشرط الأول الذي يمنحنا فرصة لإظهار جودة عملنا من الأساس
لا تكون هكذا المقارنة العمل الناجح بتطلب جودة والتزام مثل الصلاة تطلب خشوع وان تكون على وقتها فالامرين بحاجة لتكون الصلاة كاملة
طبعا هذا مجرد توضيح
التعليقات