أثناء تصفحي للمشاريع المعروضة يوميا، أجد نفسي أتردد كثيرا في التقديم على أغلبها، ليس لقلة الحاجة للعمل، بل لأن طريقة عرضها تفتقر إلى المصداقية والاحترافية. وهنا أتوجه بالسؤال لأصحاب المشاريع، وكذلك للمستقلين الذين يعانون من نفس الأمر:
كيف تهيّئ مشروعك ليجذب أفضل المستقلين؟
بالنسبة لي كمستقلة، أنجذب أكثر إلى المشاريع التي كُتبت بوضوح واحترافية، التي يشعر القارئ من سطورها أن صاحبها يعرف تمامًا ما يريد، ويقدر وقت وجهد المستقل، أما المشاريع التي تبدأ بعبارات مثل "مطلوب شيء بسيط وسريع" وتنتهي بقائمة لا نهائية من الطلبات، فهي لا تشجعني أبدًا على التقديم. وأكثر ما يلفتني هو الأسلوب المحترم، والتفاصيل الواضحة، والنبرة التي تعكس الجدية والتعاون. وأحيانًا طريقة كتابة المشروع وحدها تكفي لتجعلني أقول أنني أريد حقًا العمل مع هذا الشخص حتى قبل النظر إلى الميزانية!
اتفق ومن واقع تجربتي، كثيرًا ما كان العملاء الذين يصيغون مشاريعهم باحترافية هم أنفسهم من يلتزمون بالمواعيد، ويحترمون الاتفاقات، ويُحسنون التواصل.
يحدث معي نفس الأمر، قد أجد صاحب مشروع يضع الطلب غير مفهومًا أو واضحًا، أو ينشره أكثر من مرة، أو على أكثر من منصة في نفس الوقت، أو أن نسبة تنفيذه للمشاريع هي 0٪ ، أو ألاحظ أنه ينشر باستمرار ولا يختار أحدًا.
وأحيانًا أغامر وأقوم بتقديم عرض ويحدث ما توقعته، لا يختار أحد ويترك العروض مفتوحة هكذا أو يقوم بغلق المشروع ، بعد أن خسر كل المستقلين عرضًا من عروضهم عليه.
كثرة النشر، أو تكرار المشاريع على أكثر من منصة، أو انخفاض معدل الإسناد، كلها مؤشرات تنبّه المستقل إلى ضرورة التريّث قبل التقديم.
وقد واجهت مواقف مشابهة، وأدركت مع الوقت أن التقييم المسبق لصاحب المشروع لا يقل أهمية عن جودة العرض نفسه.
وقد واجهت مواقف مشابهة، وأدركت مع الوقت أن التقييم المسبق لصاحب المشروع لا يقل أهمية عن جودة العرض نفسه.
فعلًا.
وهو من الأشياء الجيدة أو التطورات الجديدة الموافقة التي أضافتها منصة مستقل في الفترة الأخيرة، لاحظت ذلك مؤخرًا ، فلم تكن موجودة من قبل بالسنوات الماضية.
وهذا التطور يعكس فهم عميق لاحتياجات الطرفين. هل لاحظت تأثير هذا التغيير على نوعية المشاريع التي تتقدم لها؟
هذا أمر طبيعي من وجهة نظري فليس بالضرورة أن يكون صاحب على العمل على خبرة كبيرة بكيفية كتابة عروض المشاريع ، ورغم ما يشكله ذلك من نقطة سلبية تظهر وجود مشاكل مستقبلية محتملة للمستقل ناتجة من عدم صياغة العرض بشكل أحترافي ، لكن بوجهة نظري أن كتابة المشروع تحتوي على صياغة كفايو لمعرفة المطلوب من العرض تنفيذه ولو بنسبة 60% ، حينها قد يكون هذا مدخل مناسب للتقديم على العرض ، مثل أن يحتوي العرض مثلاً (أبغى شخص يكتب لي كتاب عن الطبخ) خينها أفهم من تلك الكلمات البسيطة أن الشخص غالباً سعودي يستهدف غالباً الجمهور السعودي من النساء بالمقام الأول وأن موضوع الكتاب عن الطبخ ، حينها قد أقوم بالتقديم على العرض في حالة كان العائد المادي مجزياً ، وأعقد إجتماع (غالباً) سأديره بنفسي مع صاحب المشروع لمعرفة كل التفاصيل المهمة لتنفيذ المشروع ، ووضع الخطة بناءاً على ذلك.
أقدر نظرتك التي تركز على الاستفادة من أي فرصة حتى ولو كانت تفاصيل العرض غير كاملة بنسبة 100%، مع التأكيد على أهمية التواصل المباشر مع العميل لتوضيح المتطلبات.
لكن، من الأفضل توخي الحذر عند قبول المشاريع ذات الغموض الكبير لتفادي سوء الفهم وزيادة العبء.
التوازن بين المرونة والحرص على الوضوح هو سر النجاح.
هناك من قبل طرح بمساهمة سابقة يتعلق بعميل غير جاد .. أقوم بإلغاء المشروع
لكن لا أحكم أبداً على مشروع من صياغة خاطئة للعرض .. ما يخيفني حقاً هو ليس المشروع الغير واضح .. بل العميل الغير واضح.
صحيح نفس المشكلة معي برغم انه كل مواقع العمل الحر سواء اجنبية ام عربية كلها على حد سوى قلة المشاريع الحقيقة و كثرة النصب بنسبة للمواقع الاجنبية اصبح عمل الحر مضيعة للوقت .
أكثر ما يدفعني إلى التراجع عن التقديم على بعض المشاريع هو غياب الوضوح في عرضها؛ إذ كثيرًا ما أجد الوصف غامضًا، لا يحتوي على شرح كافٍ لفكرة المشروع أو تفاصيل دقيقة حول المطلوب تنفيذه، بل يقتصر على سطرين عامّين لا يساعدان على فهم طبيعة العمل. وفي المقابل، هناك من يكتب وصفًا طويلًا ومتشعبًا بلا تنظيم، يجعلك تمل من قراءته قبل أن تفهم أصلًا ما المطلوب تنفيذه. أحيانًا أخرى، تكون الميزانية المقترحة غير منطقية مقارنة بحجم الجهد المطلوب، مما يجعلني أشك في جدّية صاحب المشروع. باختصار، جذب المستقلين يبدأ من عرض واضح، مختصر، منظم، ويُظهر احترام صاحب المشروع للوقت والجهد المبذولين في التنفيذ.
كصاحب مشروع: كيف تهيّئ مشروعك ليجذب أفضل المستقلين؟
ابدأ بوصف احترافي ومحدد
قول إنت عايز تعمل إيه "بوضوح"، مش تقول جملة عامة زي:
"محتاج حد يصمّملي موقع"
✅ . عرّف مشروعك وهويته
التعليقات