لا أحد يمدح ذاته، وهو كذلك، سأسرد هذا الموضوع باعتباره مشكلة لديّ لا للافتخار. كلّا!
لأدخل في الموضوع بسرعة.. معروف عني وسط بيئتي المهنية أنني أقدم أفضل ما لديّ بغض النظر عن المقابل المادي المستحق، وأنني أعترف بمبدأ "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" لا "اشتغل على قدر فلوسهم".
وهذا كله سببه...
أنني أرتبط بعملي عاطفيًا أكثر مما ينبغي، وأدرك ذلك جيدًا. أنخرط فيه بكل مشاعري، وكأن كل مهمة هي اختبار شخصي لقيمتي، وكل نجاح هو إثبات أنني أستحق، وكل تعثّر يحمل شعورًا بالفشل يتجاوز مجرد العمل. لا أستطيع الفصل بسهولة بين الجهد المهني والانفعال الشخصي، فكل تفصيلة تمرّ بي، وكل كلمة تُقال، تترك أثرًا. وهذا يمنحني شغفًا حقيقيًا أحيانًا، لكنه يُرهقني كثيرًا في أحيان أخرى.
بدأت ألاحظ أن هذا التعلق العاطفي يجعلني أحمّل نفسي فوق طاقتي، وأشعر بالذنب إن قصّرت، حتى لو كان التقصير خارج إرادتي. أحاول الآن أن أتعلم كيف أحب عملي دون أن أذوب فيه، كيف أعتني بالنتائج دون أن أربطها بالكامل بقيمتي الذاتية، وكيف أحتفظ بجزء مني محايدًا، لا يتأرجح مع كل صعود وهبوط. فما السبيل إلى التوازن حين يصبح الشغف عبئًا على الفرد؟
التعليقات