واجهت في أحد المشاريع مشكلة تقنية كانت ناتجة عن خلل في النظام الذي يستخدمه العميل، والذي تسبب في مسح عملي بالكامل، ورغم أنني كنت أتابع تقدم العمل وأقوم بالتحقق من كل خطوة، إلا أن النظام الذي كان يعتمد عليه العميل لم يكن مستقرًا بما فيه الكفاية، مما أدى إلى فقدان جميع البيانات، وهذه التجربة جعلتني أتساءل: في مثل هذه الحالات، هل من العدل أن يتحمل المستقل المسؤولية عن المشكلة التقنية، أم أن العميل هو من يجب أن يكون مسؤولًا عن توفير بيئة عمل خالية من هذه المشكلات؟
العميل أم المستقل، من يتحمل مسؤولية المشاكل التقنية في المشاريع؟
اؤكد لك بسمة بأن العميل لم يعاتبك على هذه المشكلة ولا يمكنه أن يحملك المسؤولية عليها، لأن مثل هذا الأمر لا علاقة للمستقل به، طالما المشكلة في النظام الذي يستخدمه للعميل، اذا الخلل منه، حتى أنه مطالب بتقديم أرباحك حيال هذا المشروع، إلا لو قمت بمبادرة حسنة تجاهه من خلال تقديم الخدمة من البداية وذلك لمساعدته.
العميل هو الذي يجب أن يكون مسؤولا عن توفير بيئة عمل مستقرة، تماما كما تفعل الشركات مع موظفيها، حيث تضمن لهم الأدوات والأنظمة المناسبة لإنجاز العمل بكفاءة.
في حالة العمل المستقل، لا يعني ذلك أن المستقل يتحمل تبعات أي خلل في نظام العميل، خاصة إذا كان هذا الخلل خارج عن إرادته ولم يكن لديه أي تحكم فيه. ومع ذلك، من الأفضل دائما أن يكون لدى المستقل خطة احتياطية، مثل حفظ النسخ الاحتياطية للعمل بشكل منتظم، والتواصل المستمر مع العميل حول أي مشكلات تقنية قد تؤثر على سير العمل.
وفي مثل هذه الحالات، يجب أن يكون هناك اتفاق واضح في العقد ينص على مسؤولية كل طرف عن الجوانب التقنية، حتى لا يتحمل المستقل أخطاء أو تقصيرات ليست من ضمن مهامه. فالمستقل مسؤول عن تنفيذ العمل بالجودة المطلوبة، لكن البنية التحتية التي يتم العمل عليها هي مسؤولية العميل.
ومع ذلك، من الأفضل دائما أن يكون لدى المستقل خطة احتياطية، مثل حفظ النسخ الاحتياطية للعمل بشكل منتظم،
بالضبط أنتما الاثنين مخطآن، فبما أن هذا المشروع هو مشروع عمل حر فإنه كان بالأحرى بكِ يا بسمة أن تحتفظي بكل مخرجات المشروع حتى تسليمه، ومنا من يحتفظ بالمشاريع لما بعد ذلك إذا كانت تستحق أن توضع في سابقة الأعمال.
عند العمل على أحد مواقع الكتابة، عادة ما يتم تسليم الأعمال بشكل تدريجي وليس الاحتفاظ بكل المخرجات حتى النهاية، وإلا سيكون ذلك مرهقاً جدا ومع كثرة المشاريع سيتم الاحتفاظ بعدد هائل من الملفات، كما أنه من المفترض أن يكون حفظ المحتوى وتخزينه مسؤولية العميل، لأنه هو من يحتاج للاحتفاظ بالنسخ النهائية بعد التسليم، وهذه الطريقة تضمن تسليم العمل في الوقت المحدد وتجنب أي تأخير، دون أن يتحمل الكاتب عبء تخزين المحتوى بعد انتهائه.
من الأفضل أن يتفق المستقل مع العميل قبل البدء في المشروع على آليات العمل وكيفية التعامل مع المشكلات التقنية. يمكن أن يتضمن ذلك مثلاً التحقق من استقرار النظام قبل بدء العمل أو الاتفاق على ضرورة وجود نسخة احتياطية من البيانات، و في هذه الحاله انصحك بأن تساعدي صاحب المشروع و لو بجزء مره اخري من عملك مره اخري حتي لا يتضرر بشكل كامل.
هذه مشكلة شائعة فى مجال العمل الحر وخصوصا المشاريع التقنية
هل من العدل أن يتحمل المستقل المسؤولية عن المشكلة التقنية، أم أن العميل هو من يجب أن يكون مسؤولًا عن توفير بيئة عمل خالية من هذه المشكلات؟
في رأيي، يعتمد ذلك على:
- بنود العقد (هل حددت مسؤوليات كل طرف؟)
- التنبيهات المسبقة (هل حذرت العميل من عدم استقرار النظام؟)
- إجراءات الوقاية (هل اتخذت احتياطات مثل النسخ الاحتياطي؟)
في حالتكي، يبدو أن الخلل ليس من مسؤوليتك إذا اتخذت كل الاحتياطات الممكنة. كيف تعاملتي مع الموقف؟
يمكن النظر إلى هذه المشكلة من منظور إدارة المخاطر والتخطيط الاستباقي بدلاً من البحث عن الطرف المسؤول. في بيئات العمل التقنية، لا يكفي افتراض أن النظام الذي يوفره العميل مستقر، بل يجب على المستقل اتخاذ تدابير وقائية مثل حفظ نسخ احتياطية دورية، والعمل ضمن بيئة اختبار منفصلة قبل تنفيذ أي تغييرات نهائية.
بدلاً من السؤال عن من يتحمل المسؤولية، يمكن التركيز على كيفية تفادي تكرار هذه المشكلة. أحد الحلول الممكنة هو إدراج بند في العقد يوضح حدود مسؤولية كل طرف بشأن البنية التحتية التقنية، بحيث يكون العميل ملزمًا بتوفير بيئة عمل آمنة، بينما يلتزم المستقل باتباع أفضل الممارسات لحماية عمله. بهذه الطريقة، تتحول المسألة من نزاع على المسؤولية إلى تحسين آليات العمل وضمان عدم تكرار الخسائر مستقبلاً.
التعليقات