كمستقلين جميعنا يعلم أن سمعة المستقل الجيدة قد تأتي له بالمزيد من المشاريع الجديدة دون أن يبحث عنها، فدائمًا ما يبحث العملاء عن المستقلين المجتهدين وأصحاب الأعمال عالية الجودة لتنفيذ أعمالهم، كما يهتمون بترشيحهم لغيرهم من أصحاب المشاريع، وهنا يضمن المستقل بناء سمعة جيدة وسط أكبر عدد ممكن من العملاء المستهدفين، شاركنا كيف تمكنت من بناء سمعة جيدة في مجالك؟
للمستقلين، كيف تمكنت من بناء سمعة جيدة في مجالك؟
قد يختلف معي البعض ولكن ما قمت به هو التركيز على نوع واحد من المشاريع وتكرارها إضافة إلى معاودة العمل مع أصحاب المشاريع أنفسهم الذين اعتدت العمل معهم، وأتجنب عادة التقديم لمشاريع مختلفة نوعًا ما أو تتطلب آداء مهام أخرى إضافية، هذا ساهم في حصولي على تقييمات عالية.
المهم هو أن تختار المشروع المناسب دائمًا لك، بغضّ النظر عن رغبتك بالتوسع والنمو، لا تختر شيئاً قد يفوق قدراتك ويؤدي إلى حصولك على تقييمات سلبية، طبعاً إلى جانب معرض أعمال قوي ويتم تحديثه باستمرار.
التركيز على نوع واحد من المشاريع
هل تقصدين أن هذا الأمر ساعدك على تنفيذ أعمالك بإتقان أكبر دون تشتت في أكثر من جانب أو مهارة؟
أعتقد أن هذه الفكرة قد تنجح بالفعل، ولكنها ستحرمك من مشاريع عديدة كان بإمكانك تقديم عرض عليها والقبول فيها، كما أن تطوير مهاراتك وخبراتك المختلفة سيكون أبطأ نوعًا ما.
قد يختلف معي البعض ولكن ما قمت به هو التركيز على نوع واحد من المشاريع وتكرارها
لماذا نختلف معك؟! فالتخصص مطلوب وهو يبني لك سمعة جيدة باعتبار تحديد تخصصك؛ لكن ماذا لو كان هذا التخصص غير مطلوب لفترات طويلة؟
مثلا: أنا متخصص في تجهيز حزم الاستثمار للشركات ولا يطلب هذه الخدمة رواد أعمال كثر في المنطقة العربية نظرا لعدم فهم البعض بأهميتها أو نظر البعض لهذه الخدمات بأن أسعارها باهظة؛ فماذا لو كنت فقط أعتمد على منصة واحدة مثل مستقل وأنا فقط متخصص في هذه المشاريع؟
صحيح، الأمر يخضع برأيي لطبيعة التخصص، فعندما تحدثت عن نفسي قصدت مجال الكتابة بشكل عام، حيث أنني شخصياً أمتلك القدرة على كتابة المحتوى لمواقع التواصل الإجتماعي، عملت بها لفترة وما زلت أقوم بها ولكن بشكل تطوعي وهاوٍ، كما أنني أستطيع كتابة التقارير ولي تجارب سابقة خارج نطاق العمل، ولكنني أقوم بالتركيز فقط على مشاريع كتابة المقالات فقط، وأفضّل تجديد المشاريع مع العملاء المعتادين الذين أتفاهم معهم عوضاً عن الدخول في تجربة جديدة كليًا.
لكن ماذا لو كان هذا التخصص غير مطلوب لفترات طويلة؟
برأيي إذا أردت العمل في تخصص جديد ينبغي أن تخوض تجربة قيّمة فيه، حتى ولو بشكل مجاني تكتسب منها الخبرة وتشعر أنك مستعد للإنخراط في مشاريع تخصه، حتى لا تخاطر بتخييب أمل العميل.
ثم إنه غالبًا ما يفضل العملاء الأشخاص المتخصصين أكثر من غيرهم من الممارسين أو الذين يمتلكون خبرة بسيطة، مثلاً لو كان مجالي الكتابة ولكنني أجيد التصميم أيضاً، ستقلّ فرصي في مشاريع التصميم أمام المصمم المتخصص.
لكن ماذا لو كان هذا التخصص غير مطلوب لفترات طويلة؟
أنا أقصد بهذه العبارة تحديدا لو كانت هناك قلة في الطلب على المشاريع المرتبطة بتخصص معين في وقت معين من السنة أو مثلا بالصدفة. مثلا: أنا أقوم بتجهيز عروض الاستثمار للشركات وحاليا بمستقل لا توجد عروض كثيرة تخص هذا التخصص.
فماذا ستفعل في هذه الحالة خصوصا وأنك مثلا لست مثلي وتعتمد بشكل أساسي على العمل المستقل.
أعلم وأنا ذكرت أنه في حالة أنك أردت إضافة مجال آخر إضافي إلى مجالك فهذا يعني أنك ستبذل المزيد من الجهل مع الأخذ بعين الإعتبار فرص التوظيف الضعيفة لصالح المتخصصين، ونسبة أخطاء وتدني الجودة أعلى من إذا كنت متخصصاً، فقط هذا هو.
لكن الإعتماد على العمل الحر فقط كمصدر دخل وفي هذا النوع من المشاريع الموسمية أو ضعيفة الطلب لا يكفي، حتى لو كان مترافقاً مع مجالات أخرى، برأيي.
ليست لدي الكثير من المشاريع ولكن دوماً من المهم لي رضا العميل حتى وإن طلب تعديلات أكثر من المتوقع والمطلوب، أحد العملاء أعدت تعديل عمله حوالي ال٤٥ مرة واستغرق المشروع أكثر من المدة المحددة لكني كنت حريصة على أن يكون العميل رضا عن الخدمة المقدمة له
أعدت تعديل عمله حوالي ال٤٥ مرة
من الرائع أن تتحلي بالصبر والسعي لإرضاء العميل في جميع الأحوال، ولكن لا بد أن هناك خطأ أو خلل ما جعلك تقومين بهذا الكم الهائل من التعديلات!
حاولي التأكد من كافة تفاصيل المشروع قبل البدء فيه، مع توجيه أسئلة محددة للعميل للتعرف على ما يجب القيام به بشكل دقيق، لتقليل الحاجة إلى التعديل فيما بعد.
التعليقات