أنا شخص مغرور .. ربما أدرك بعض الأصدقاء الجدد على حسوب ذلك، وربما لم يتكشف لكم بعد قدر ما أملك من غرور. بالرغم من أنني قررت التوقف عن عرض كلمات تظهر معاناتي، لأن ذلك بات أقرب إلى الاستجداء، وهو أصلح فقط لعمل أدبي أو مرئي، أكثر من كونه مساهمة على الملأ بين مجموعة من رجال الأعمال الصغار والمستقلين. ما ذلك، أنا لن أتوقف، ولكن سأحول الدفة قليلا، هناك ردود معلقة حول مواضيع أثرتها هنا، أو في أماكن أخرى خارج المنصة، سوف استرجعها لاحقا، وبدلا من تسليط الضوء على فشلي، لاحظت من معظم المعلقين على مساهماتي، أن معظم ما أتوا به، لا يرقى لمستوى استشارة احترافية، عدا بعض المختصين، في الإرشاد النفسي، أو الاستشارات المالية، هؤلاء، وإن كانوا قلة، ونصحهم شحيح، إلا أنه أفادني، إما لأنه سلط الضوء على شيء أنا غافل عنه، وإما أنه أكد أنني على المسار الصحيح (ليس في عرض معاناتي، فهذه صارت أسطوانة مشروخة، بل في التكيف معها). التكيف معها، بالرغم مما أصابني منها بمقدار عظيم من العلل النفسية التي لا علاج منها غالبا. وهنا، الأسطوانة التي لن أمل منها أبدا، هو تناول كل مسألة في إطارها العام، بدلا من شخصنتها، يمكنني الاستفادة أكثر من تجربتي الشخصية، والتي تظل دائما ناقصة ما لم تكن مدعومة بدراسة إحصائية.
طيب .. ما هي المواضيع المثيرة للإهتمام، لاحقا، سوف أظهر لكم جانب من حياتي، بالرغم من مقدار السخط والقنوط في كلماتي المكتوبة، أنا معروف بكوني أكثر شخص يضحك قد تقابله في حياتك (أنا أضحك بشكل مرضي، على نحو جميل ومزعج). نعم، هذه واحدة، أنا من زمان أحب علم النفس، وقد قرأت فيه كثيرا حتى تهت، أنا أعشق الرياضيات، ولكن على ما يبدوا أن علم النفس (واللغة) أكثر ارتباطا بحياتنا عن الرياضيات. مثلما التقنية اليوم، صارت أكثر ارتباطا إلينا من الفيزياء، وأعرف الكثير من المبرمجين لا يفقهون شيء في الرياضيات، ولا حتى في التقنية المادية (شغلهم رقمي صرف). هذا استعمال جديد ومذهل للرياضيات، بدأ يتم تعميمها باستخدام الواجهات المبسطة حتى يُصبح مفهوما للجميع.
تساءلت سابقا عن ما الذي يحقق السعادة، وعلى نحو أكثر فلسفية، لن تخرج الإجابة (وخذها من فم شخص ضليع بالفلسفة) عن أحد خيارين أو مزيج بينهما، واقعان بين الحياة والموت؛ الغاية، والشهوة. ولهما مسميات أخرى عديدة، من ضمن تمثلاتهما هم العمل، والأسرة. حيث يتجلى المعنى الحقيقي للسعادة. أنت تحتاج إلى عمل، لكي تحافظ على حياة مستقرة. ولو كانت لديك حياة مستقرة، وعائلة غنية (لا يشترط غنى المال) فأنت تحتاج إلى عمل، كي يكون لك غاية؛ حب ما تعمل كي تعمل ما تحب (واحد من ضمن متاع العمل الحرّ أنك إلى حد ما يمكنك العمل في مجموعة من النشاطات التي تحبها، وهي من الحسنات التي أغفل عنها باستمرار بسبب الضغوط). وحتى أنك تحتاج إلى أسرة، أو شريك كي يصبح لديك غاية.
لهذا، هناك ثلاث فلسفات كبرى تسيطر علينا، سواء أدركنا ذلك، أو حتى دون أن نشعر؛ الفلسفة الوجودية وقوامها الفعل، فهي أكثر عمقا من مبدأ (أن أفعل ما يحلو لي .. أو بصيغتها الأكثر تهذيبا؛ أن أفعل ما أؤمن به) وأقرب إلى مبدأ (لا ضرر ولا ضرار) المتضمن في الفلسفة النفعية (البراجماتية). الفلسفة الثانية الكبرى، هي الفلسفة النفعية، المتجلية، برأيي، في صورتها الكلامية، لهذا أنا أتكلم كثيرا، ورغم أن السكوت مهم، إلا أنني أتكلم كتابة، والكتابة، بالنسبة لي، تختلف عن المشافهة في قدرتها على ترشيح ما فسد من الكلام، هذا ما أجاهد لفعله. الكلام، يحمل صورا أكثر تعقيدا مما تتخيل، يجري تطبيقها على الفعل. علم القانون كله، قائم على الكلام، معجزة الإسلام الكبرى هي الكلام، كل الفلسفات والأدب تضرب بالكلام، وحتى العلوم، توصلت إلى أن صيغتها المثلى هي مزيج فريد من الكلام والرموز: (موسيقى - رياضيات - لغة - رموز).
الفلسفة الثالثة، والتي تمزج بين الفعل والكلم، هي المال (صدق أو لا تصدق).