للمستقلين، كيف توفق بين وظيفتك الثابتة على أرض الواقع، ووظيفتك كفريلانسر؟

التحدي الذي واجهني في هذه المرحلة حين كنت أعمل في الاتجاهين معاً هو أنني دُعيت إلى العديد من المشاريع التي لا أستطيع قبولها بسبب أنني لا أملك الوقت الكافي لتنفيذها وهذا برأيي فوّت عليّ الكثير من الزبائن المهمين أثناء هذه المرحلة، الأمر قد يبدو عادي ولكنه في الحقيقة مزعج نفسياً أن تري مالاً أصلاً تحتاجينه ومشاريع تقدرين عليها وترفضينها لانعدام الوقت، في تلك الفترة ما كنت أندم عليه هو ترددي في أخذ القرار مباشرةً وتقديم الاستقال من العمل الوظيفي والاعتماد بالكامل على العمل الحر، هناك شيء فيّ استمر بالقول لي بأن هذا التدفّق من المشاريع غير قابل للاستمرار وهذا ما لم يحصل بفضل الله وبسبب أنني لم أقتنع بسرعة بهذا الأمر فوّت على نفسي الكثير من الخير في هذا الأمر، من ناحية الإدارة في تلك الفترة منت أقوم باستلام مشروع مشروع مع العمل المستقل إلى جانب العمل الوظيفي وأخصص وقت رسمي له، كنت في تلك الفترة أعمل ٦ ساعات عمل نظامي وأخصص ٤ للمستقل، طبعاً ١٠ ساعات في اليوم هو رقم ثقيل على النفس ويسبب احتراق وظيفي بحسب دراسات مثيرة وبالتالي هو رقم لا أنصح به نهائياً أي أحد في أن يتبناه.

الوظيفة لا يمكن تغيير حدودها الزمنية والتزاماتها، لكن ما دمت تمتهنين العمل الحر بدوام جزئي، فيمكنك الاستفادة من مرونة هذا النمط من العمل، بمعنى أنت تعلمين جدولك الوظيفي، إذًا يمكنك تكييف جدول عملك الحر بحيث لا يتعارض مع التزاماتك الوظيفية، يمكنك أن تختاري أن تعملي عدد ساعات أقل في اليوم في الكتابة والترجمة، أو عدد أيام أقل في الأسبوع، حتى لا تشعري بالضغط والاحتراق، كما أن المرونة في حياتك الشخصية ستمنحك راحة أكثر في عملك هذا وذاك، فإذا استطعت أن تتفاهمي مع من حولك في إعانتك على مهام الأسرة، فيمكن أن يقل شعور الضغط أكثر.

كل التوفيق لك صديقتي

هناك بعض الأشخاص المحظوظون ممن تكون وظيفتهم الثابتة هي نفسها عملهم كفريلانسر، وهذه أجدها تعطي مميزات كثيرة للشخص؛ فهو يعمل من المنزل وبنفس الوقت لا يشتت نفسه بين مشاريع كثيرة وعملاء مختلفين.

لكن لا نصادف هذا كثيرًا في الواقع. الأغلبية ينطبق عليهم وجود وظيفة ثابتة منفصلة عن مشاريع العمل الحر، وبالتالي أجد أنه لا بُد من إعطاء الأولوية للأكثر تحقيقًا للدخل المادي من بينهما. إذا كان العمل الحر فنوله قدرًا أكبر من الأهمية، وإذا كانت الوظيفة الثابتة فلها الشيء ذاته. ولماذا لجأت للمفاضلة؟ لأنه لا بد وأن تأتي أيام سيضطر الشخص للمفاضلة بين الجانبين، ولن يكون هذا خيارًا حينها. تتخلين عن مشروع مثلًا لأنه يحتاج منك العمل لساعات طويلة في حين أن المتوفر لديكِ بعض الوظيفة الثابتة هي ساعات محدودة. في الواقع لا أحد يحصل على كل شيء مهما حاول.

اجد هذا الموضوع ملهم بشكل كبير ... لأننى فى بدايه هذه المرحله ...

فأنا معيد بكلية الهندسة قسم فيزياء هندسية ... ولكننى فى اجازة, لأنضم لمنحة وزارة الإتصالات فى مجال تطوير صفحات الوييب بتقنيات الدوت نت.

والآن احاول ان آخذ القرار إما العمل فى شركه براتب ثابت (والإستقاله من عمل الكليه كمعيد)

او الإبقاء على عملى كمعيد بالكليه وابدأ العمل كمستقل كمبرمج, وهنا تظهر نفس مخاوفكم.