يتحدث الكثيرون عن حاجة المستقل الدائمة والمستمرة للتعلم، ومعرفة الجديد في التكنولوجيا وسوق العمل، لكن لا أحد يحدثنا عن صاحب العمل الحر وحاجته هو أيضًا للتعلم، بالطبع سيتعلم بشكلٍ مختلف عن المستقل لكنه سيظل تعلمًا في نهاية المطاف. فصاحب المشروع مطالب بمهارات تقنية تخص المجال الذي يعمل فيه أو يطلب مشاريع به، ومهارات إدارية قوية للمتابعة الصحيحة وإدارة المستقلين بفاعلية، للحصول على أفضل النتائج.

في الغالب الأعم يحتاج صاحب العمل إلى مستقل في مجال واحد معظم الوقت أو مجالات قريبة من بعضها البعض، وأرى أن المعرفة ستساعد صاحب العمل في إدارة عمله بشكلٍ جيد، كما ستجعله يتفاوض مع المستقل من أرضٍ صلبة، فهو يفهم المجال، ويفهم مرتباته، ويعرف كيف يستلم العمل من المستقل وكيف يعلق عليه.

 ففي بعض الأحيان قد تكون هناك فلسفة معينة وراء عمل المستقل وهذه الفلسفة من أساسيات المجال، ولكن لجهل صاحب العمل بالأمر فنجده يقوم بتغير الأمر ورفضه.

 أتبع استراتيجية تساعدني كثيرًا حينما أطلب من مستقل أن يقوم بعمل بمشروع معين  لي. أولًا أقرأ عن الموضوع جيدًا، وفي الأوقات التي لا أرتاح فيها لجزء من عمله أسأله عن سبب قيامه بالأمر بهذا الشكل، فإن كان لديه ردًا مقنعًا فهو إذًا لم يقم بالعمل من أجل إنهائه فقط، ووقتها إذا كانت أسباب مقنعة تركت العمل بلا تعديل، لكن إذا فعلها لأن حدسه أخبره بذلك، فأقوم وقتها بالتعديلات التي أخبرني إياها حدسي أيضًا .

 وأعتقد أيضًا أن هناك فئة كبيرة من أصحاب المشاريع، كانوا في البداية مستقلين، وحينما برعوا في مجالٍ وفهموه جيدًا، أقتصر عملهم على الإشراف والتوجيه، وأعتقد أن هؤلاء يستطيعون إخراج أفضل عمل من المستقلين.