قد تشعر أن حياتك كمستقل عبارة عن بحث دائم عن وظيفة ومقابلة عمل لا تنتهي، فكيف نتعامل مع هذا؟

بالفعل الرؤية الظاهرية للعمل المستقل تبدو واعدة ومريحة، ولكن لو نظرنا للأمر بصورة مقربة نجد تعامل مستمر مع الإحباط، إدارة وقت ونفس دون وجود أي رقيب أي أننا لو تكاسلنا مثلًا لن نتعرض لأي مشكلات مع مدير ولكن نعرف جيدًا أن نتيجة ذلك ستكون تراجع في التطور وربما نفقد العملاء مثلًا بسبب عدم الالتزام، وناهيك عن كل ذلك الشعور الداخلي بالذنب كونك لم تنجز مهامك حسب الخطة، لذلك الأمر في رأيي يحتاج لإرادة قوية وخاصة في المراحل الأولى حتى تستطيع الوصول لمرحلة مستقرة ماديًا ويكون لديك قاعدة عملاء مبدأية تعتمد عليها، وهنا سيكون ما اجتهدت في تطويره من تسويق لخدماتك، وبناء علامة شخصية، وتقييماتك من عملاء سابقين، هذا سيكوّن السيرة الذاتية المتجددة الخاصة بك، بالطبع ستحتاج لتطوير مستمر لكنها ستخرجك من دائرة الخوف المستمر من عدم وجود عملاء.

في رايي التعامل مع الضغوطات والتحديات، هو أولًا بتقبلها ومعرفة أنها جزء أساسي من مرحلة التطور، ثانيًا محاولة البحث عن أفضل روتين مناسب لي من ناحية أداء مهامي لتقليل شعوري بالارهاق والتوتر، ومحاولة إسناد بعضها إلى آخرين في حالة كانت عديدة وتحتاج لمجهود كبير.

لا توجد طريقة مثلي ...لكن يوجد ماهو مناسب لكل شخص .

اعرف اشخاصا كلما زاد عليهم ضغط العمل كلما زادوا استمتاعا، وللصراحة مازلت لا افهم سبب هذه المتعة لاني لم اجد اي متعة في الضغط النفسي صراحة.

كما ان الشخصيات تختلف كثير من شخص لاخر، اشخاص يحبون المخاطرة واخرون لا يحبونها، وحتى الذين يحبون المخاطرة منهم من يخاطر ومنهم من يستمتع بالفكرة فقط ولا يهتمون بتطبيقها.

لذلك يجب على كل شخص ان يتعامل مع الوضع بما يتماشى مع شخصيته وكل يعلم ما الانسب له.

بالنسبة لما بناسبني حاليا، هو العمل بمجهود معقول يناسب مع صحتي وطاقتي الحالية، ثم اعطاء نفسي ايام من الاستراحة التعويضية، محاولة محاصرة الضغوطات بدل من جعلها تحاصرني، عن طريق بعض الخطوات، منها :

• الجدولة الجيدة لليوم وتتبع سير المهام
• تدوين الييوميات والتركيز على تفريغ العواطف السلبية والافكار المتضاربة في دفتر.
• التعبير المستمر عن مخاوفي وضغوطي لشخص احبه ، هذا يجعلني اشعر ببعض المساحة واخراج مشاعري السلبية وتلقي بعض الدعم العاطفي.
• الاحتفال بالانجازات الصغيرة التي لا يلاحظها احد.
• تكريم نفسي من الحين للاخر بهدية أو فيلم أو أو شراء كتاب أو مكالمة طويلة أو غداء مع الاشخاص الذين اهتم لهم .
• محاولة ايجاد شخص لذيه ضعوط مشابهة، لان مجرد وجود هذا الشخص يجعلني اشعر بأن هناك من يعاني نفس المعاناة وهذا يهون الامر.

صراحةً أنا لم أختبر هذا الأمر سابقًا لأنني أسعى لبلوغ الاستقرار الوظيفي من خلال عملي الثّابث وليس من خلال العمل الحر. فالعمل الحر بالنسبة لي هو عمل غير ثابث أسعى إلى تطويره بشكل دائم ولكنّني لا أعتمد عليه كوسيلة استقرار مالي. ولذلك فنحن نسمّي الدّخل المحقّق من العمل الحر بالدّخل السلبي أي أنّهة مصدر دخل إضافي وليس أساسي. ولذلك فأنا أعتقد أنّه عليك أن تنظر للعمل الحر من هذا المنظار إلّا إن كنت تنفق جلّ وقتك من أجل تطوير ذاتك ومهاراتك في هذا المجال. ففي هذه الحالة عليك أن تضع جهد إضافي في عملك لكي تحقّق أكبر قدر من الاستقرار.