منافسة المستقلين على تحطيم أسعار السوق هي استراتيجية فاشلة، هل تتفق أم تختلف؟

طيب، بإسقاط هذا المبدأ على مجال العمل الحر، هل تتفق أو تختلف مع منافسة المستقل بتحطيم السعر السائد، ولماذا؟

بالنسبة لي أعتبر هذه الاستراتيجية هي الموت في مجال العمل الحر وفي مسار المستقل، سيجد نفسه أنه يبذل ويبذل لكنه لا يحصل على المقابل المناسب.

أسعارنا تتحد حسب الجهد الذي نقدمه والمهام التي نقوم بها والخبرة التي نملكها في المجال، إذا اعتمدت على استراتيجية حرق الأسعار ستجد نفسك دائما تتنافس مع المبتدئين في المجال ولا ييتقدم لا من ناحية المدخول ولا من ناحية الخبرة التي يمكنك تطويرها حتى بالدورات، ستجد نفسك تدور في حلقة مفرغة وبعدها تتعب.

شخصياً لا أحب هذه الإستراتيجية وأفضل دوماً أن أعمل بقناعة تامة بأن ما أعمله أجد ما يقابله وأن صاحب العمل لا يبخسني ولا أبخسه حقي أو حقه. أنا أفضل أن اعمل عمل واحد في مدة معينة بقناعة تامة عن أعمل أعمال كثيرة أحرق بها الأسعار لأن ذلك سيتعبني في الأخير. فلو جاء وقت ومللت العمل بأسعار لا تكافئ مجهودي وطلبت الزيادة سأقابل إما بالرفض أو الإتهام بالجشع وغيرها من الأمور. أنا أحب أن أعمل بأسعار واحدة او تقل قليلاً أو تزيد قليلاً على حسب دقة العمل وصعوبته و الوقت المبذول فيه.

وجود سياسة حرق الأٍعار بين المستقلين يمكن أن تؤثر على المدى البعيد بتطبق أثر الفراشة على الموضوع، لنصل إلى جهد كبير مقابل ثمن زهيد جدًا، وأرى أن مثل هؤلاء لا يقدرون بالفعل وقتهم وجهدهم المبذول.

يمكنني أن أتجاوز المبتدئين الذين يريدون الحول على مشروع أول ليبدؤوا مسيرتهم في مستقل، عدا ذلك أراهم يخربون على زملائهم.

أتفق مع هذا الرّأي أكثر من 300 مئة بالمئة! تحطيم الأسعار هي سياسة قصيرة الأجل ولا تضمن الحصول على عملاء دائمين. أضف إلى ذلك أنّ السعر حقًّا ليس من الأمور التي بإمكاننا أن نتنافس عليها، بل على المنافسة أن تشمل نواحٍ أخرى مثل النّوعية وجودة الخدمة أو السلعة المقدمةعلى أن يصير السعر المقبول نتيجة حتميّة للمنافسة ولكن ليس شرطًا لها. وعندنا نتعوّد على تحطيم أسعارنا سيصير من الصعب إعادة رفع هذه الأسعار لاحقًا ولذلم فالأفضل أن نركز في رحلة المنافسة على نقاط أكثر أهميّة.