واحدة من أكثر الأمور التي أكرهها هي المعاملة!

أن تتفاوض مع العميل على السعر، وعادة ما يحدث الكثير من اللعب في هذه المفاوضات والكثير من الخدع النفسية.

وقد أرى هذا في حياتي العملية عندما أجد البائع يزيد السعر ويقول لك هذه القطعة بخمسين فتنزل معه بالمعاملة، إلى أن يعطيكها بخمسة وثلاثين.

إذًا لماذا قلت خمسين من الأساس؟ قل خمسة وثلاثين ولن أنقص منها شيئا!

أكره هذا الأسلوب في التعامل، لا أريد أن أظلم الشخص بالخفض من سعره، وبنفس الوقت لا أريد من نفسي أن تظلم، وللأسف الكثير من ذلك يحدث!

هناك دراسة جرت وقد أكدت هذه النقطة. عندما تعرض لشخص ما عرضا كبيرا يميل لرفضه، ثم تعرض بعده عرضا أصغر من ذلك فإنه سيكون أكثر قبولا للعرض الثاني بنسبة أربعين بالمئة.

وهذا تمخض عندما طلبوا من مجموعة من الناس كانوا في الحديقة، أن يأخذوا طفلا ويعلموه ويكونون بقربه لمدة ساعتين في الأسبوع لمدة سنتين.

فرفض الكثير من الناس من هذا الإلتزام المتطلِّب لماذا؟ وهل هو ابني؟ وهل هو قريبي؟ لكن عندما طلبوا منهم في المرة الثانية - بعد أن رفضوا الطلب الأول- أن يأخذوا هذا الطفل وأن يفسحوه لمدة ساعتين فقط في الحديقة، قام أربعون بالمئة منهم -ممن رفض تفسيح الطفل في المحاولة الأولى- بقبول ذلك وأخذوا الطفل ولعبوّه في الحدائق!

من هذا نستنتج أننا نميل إلى قبول العرض الثاني الصغير الذي ينبثق من العرض الكبير الأول، وهذا من الحيل النفسية المعروفة.

ونحن وإن كنا مستقلين، وإن كان العمل لدينا موحدا والسعر معروف لكل خدمة، لكننا نتعامل مع مثل هذه الظروف أحيانا.

المشكلة أنك عندما لا تقبل بالتخفيض ربما يُعرض العميل عنك، وربما يقبلك على مضض، وتبدأ العلاقة بينكما من توتر، ومن شعور من العميل بأن هذا الشخص ليس ودودا بما فيه الكفاية وهذا بدوره الذي قد يؤثر على تقييمك. فما العمل؟

كيف تتعامل مع مثل هذا النوع من العملاء؟ للأسف أنا أميل إلى قبول التخفيض كنوع من بوادر الود وتأسيس الصداقات، لكن على أن لا يكون التخفيض على حساب جهدي. وأنت؟