ما يحتاج المستقل العربي لمعرفته بخصوص ترويج منصّات التواصل

السبب الأرجح هو انعدام الثقافة المالية في مجتمعاتنا، لماذا قد يخجل شخص من التسويق لنفسه في بيئته؟ قد يكون ذلك لأنه يخشى أن ينظر له الناس وكأنه يبحث عن المال، وهذا عيب. أو أن معظمنا يحب أن يبقي الأمر سرًا فلا يطّلع عليه أحد، خصوصًا وأن الفضول سمة من سمات المجتمع العربي والحسد أيضًا إلى جانبه. ربما تدور كل هذه الأفكار في عقل المستقل حتى وإن لم يعترف أمام نفسه بوجودها صراحةً.

لا أشعرُ بالراحة مع الترويج لنفسي كمستقل على مواقع التواصل الإجتماعي.

أشاركك نفس الشعور!

هل لديكم نماذج عربية شخصية نجحت في التسويق لخدماتها في العمل الحر؟!

قبل فترة بسيطة رأيت صفحة إحدى الزميلات غلى منصة تويتر والتي تعمل في مجال التسويق الإلكتروني ويبدو أنها حولت صفحتها للتسويق لنفسها عليها، ووجدت أنها تقوم بنشر بعض من أعمالها ويقوم العملاء بتقييمها عليهم يبدو أن الأمر ناجخ لديها ولكن مثلًا عميلين من 10 أي بنسبة منخفضة.

الناس تألف البودكاستر، واليوتيوبر والميك آب موديل، لكنّهم لم يألفوا بعد المستقل!

في رأيي الامر لا يتعلق بالألفة، فمن هذه الناحية أصبح العمل الحر في الوطن العربي مصدر أساسي من مصادر دخل الاسر وحتى أجزم أن كل بيت فيه على الأقل شخص يعمل كمستقل إن لم يكن يعمل من خلال منصات العمل الحر، فإنه يعمل من خلال وسائل التواصل الإجتماعي.

لكن أتفق في أن النظرة لليوتيوبر أو للبودكاستر أفضل وهذا لعدة عوامل:

• وضوح العمل: فحين يقدم يوتيوبر محتوى معين عبر قناته، فمن السهل ربط اسمه بمحتواه وفهم ماذا يقدم. أما بالنسبة للمستقل فهناك غموض وخصوصية، لو قلت أعمل كاتب محتوى فأنا بحاجة لأنشر محتوى جذاب على حساباتي حتى أرسخ في أذهان الناس فكرة عملي. أما حين أفصل بين عملي كمستقل وبين الصورة التي أظهر بها على منصات التواصل الاجتماعي؛ يصبح من الصعب تقبلي على أني كاتب محتوى وهم يعلمون جيدًا أنني مختص بالهندسة مثلاً. فيبدو الامر غير مقنع بالنسبة لهم.
• الدخل: المستقل لا أحد يعلم أو يتوقع حجم دخله، بينما في حالة اليوتيوبر وإن كانوا لا يعلمون فلديهم توقعات كبيرة تجاه ذلك وخاصة لو كان يقوم بالإعلان للمنتجات . و الناس تنظر في العادة للمال على أنه من معايير التمييز.
• المساهمة المجتمعية: اليوتيوبر تجده يستعرض مساهماته الاجتماعية، وحتى أنه في مجاله يتعرض لمواقف كهذه تجبره على المساهمة الاجتماعية في حين المستقل لو قام بها لن يعلم به أحد . وبالطبع الناس تنجذب لمن يقوم بتقديم المساعدة للآخرين ومن يرتبط اسمه بأعمال الخير.

تارة لديك جمهور من أصدقائك الذين تتحرَّج أن تبدأ التسويق بجديّة أمامهم،

بالرغم من نفس شعوري بالحرج من الأصدقاء؛ إلا أنني أشعر أن الأمر ربما يحتاج إلى حساب خاص بالعمل بعيدا عن الحساب الخاص بالأصدقاء والعائلة؛ وإن كان وجودهم ليس داعيا للحرج منطقيا.

الخطأ الكبير الذي يقع فيه المستقل عندما يروِّج لنفسه في مواقع التواصل، أنّه يتفاعل مع مستقلّين مثله لغرض تنمية حسابه، وما الفائدة من ذلك؟

يصعب فصل المستقلين عن العملاء كجمهور؛ فالعميل يتواجد بين المستقلين ليتمكن من اختيار اكفأهم والمستقل يتواجد بين العملاء ليبرز مهاراته؛ فالامور عادة ما يكون مختلطا بين الاثنين.

لهذا السبب بدأت في إطلاق موقع الكتروني خاص بتصميم الهوية البصرية واعتزم ان اخاطب الشركات والمؤسسات والأفراد محتاجي الخدمة من خلاله بدلا من التسويق بصفتي الشخصية التي لا تجد قبولا علي الاغلب الا بعد صبر طويل وبعد ذلك يكون العائد المادي أقل مقارنة اذا شكّلنا شخصية اعتبارية وفصلناها عن الذات .

فكرة التصريح بأني أعمل كمستقل بالأساس مرعبة فما بالك بترويج لنفسي ولكني مؤخرًا بدأت بتخطيط للخوض في غمار توتير كون ليس لي أي تواجد هناك ولا لأصدقائي، من المؤسف أني عندما أجد شخص يروج لنفسه لا أنجذب للفكرة ولكن لو وجدت تعليق واحد إيجابي عنه سيكون الأمر كفيل بقناعتي .. أعتقد أن الأمر مرتبط بأن العملاء يردون سماع ما يقوله العملاء مثلهم، لا ما تقوله أنت عن نفسك . الحمد الله أنا أعمل حاليًا مع اشخاص من قارات مختلفة وهذا أمر مريح نفسيًا .

أختلف معكَ يا حمزة. على سبيل المثال، منصّات مثل حسوب i/o وLinkedIn وTwitter تمتلك أعدادًا متباينة الخبرات من المستقلّين الناجحين، من صنّاع المحتوى المستقلّين والقادرين على التسويق لأنفسهم بمنتهى الأريحية. بالإضافة إلى ذلك، لديك مثلًا قسم القصص الناجحة على مدوّنة مستقل، حيث يسوّق العديد من الأشخاص لقصص نجاحهم التي بدأت بالعمل الحر. يعتمد الأمر على الصورة التي نرى فيها أنفسنا، بالإضافة إلى أهمية استهداف المنصّات والجمهور المناسبين لهذا الترويج.

الفكرة هنا أن العديد منهم يستخدمون صفحة الفيسبوك الشخصية أو حساب الانستغرام الخاص بهم، لغرض التسويق، من جهتي أرى هذه الطريقة خاطئة جداً فالأصدقاء والمعارف ليسوا الشريحة المستهدفة بالطبع.

برأيي هناك العديد من الطرق الأفضل للتسويق لخدماتنا، فعلى سبيل المثال يقوم الكثير من كتّاب المحتوى بمراسلة الشركات التي قد تكون مهتّمة بخدماتهم عن طريق الـ Cold emailing، أيضًا يقوم الكثير منهم ببناء موقعهم الشخصي واستهداف كلمات مفتاحية تنتمي للمجال الذين يرغبون بالكتابة به، مما يساعدهم على جذب العملاء المهتمين الذين يبحثون عن من يساعدهم بكتابة المحتوى عن هذا المجال.