تركتُ عملي الحر في فترةٍ ما من أجل الوظيفة المستقرة. وعلى الرغم من أنني لم أقض فترة طويلة حتى أعود مرة أخرى إلى مجالي المفضل، فإن الأمر كان صعبًا عليّ إلى درجة كبيرة، حيث أدركت أن ترك الوظيفة من أجل العمل الحر ليس بالشيء السهل على الإطلاق.

أستعرض فيما يلي مجموعة من النقاط التي خلصتُ إليها خلال تلك الفترة، والتي في سياقها أستعرض أبرز الأخطاء التي قمتُ بها خلال رحلتي لترك الوظيفة من أجل العودة إلى العمل الحر، حيث اكتشفتُ أن هنالك آلية يجب اتباعها لاتخاذ هذه الخطوة الخطيرة.

1- تجهيز خطتنا المالية لتغطية 6 أشهر:

لقد ارتكبتُ خطأًا كبيرًا بعدم وضعي هذه الاستراتيجية في الحسبان، حيث أنني هجرتُ الوظيفة بشكل مفاجئ وعدت إلى مزاولة عملي الحر بشكل طبيعي. ما كان يجب أن أترك الوظيفة قبل تأمين هذه الفترة ماليًا.

ونظرًا لهذا التسرّع، فقد وضعتُ نفسي في ضائقة مالية استمرّت معي إلى مدة 6 أشهر تقريبًا، وهي المدة التي عانيتُ خلالها قرارًا كان من السهل تخطي سلبياته لو أقدمتُ وقتها على تحسين رؤيتي المالية للأشهر الستة القادمة.

2- إتقان مهارات التسويق الذاتي:

خلال فترة وجودك في الوظيفة، احرص على تعلّم مهارات التسويق الذاتي واجمع كل ما تريده عن هذه المهارات من معلومات. لقد وفرت عليّ هذه الآلية الكثير من الوقت، ومكّنتني من الانتقال بسهولة وإنقاذ الضائقة المالية بسرعة لأنني امتلكلتُ المهارات اللازمة للحصول على المشروعات.

3- إعداد بيئة المنزل من أجل العمل الحر:

اعمل بالتدريج على إعداد المنزل من هذا الجانب. قم بتأسيس بيئة مريحة ومناسبة للعمل داخل منزلك. اجمع المعلومات وقم بتحليلها حول كل جوانب المنزل من أجل الحصول على المكان الأفضل والأكثر عزلةً وهدوءًا.

خلال فترة عملي، لم أضع في الحسبان هذا الأمر، وهو ما تسبب في أنني تعطلتُ اعدة أيام بعد أن تركتُ الوظيفة محاولًا تجهيز المنزل ومكان العمل بما يلزم. بالإضافة إلى ذلك، فقد سهوتُ عن تخصيص مبلغ مالي من عائد الوظيفة لذلك.

4- إدخال العمل الحر بالتدريج في الحياة الوظيفية:

كان ذلك أحد أكبر الأخطاء التي وقعتُ فيها. ما كان يجب عليّ على الإطلاق أن أقفز فجأة في بحر العمل الحر، حيث أن هجر الوظيفة يحتاج إلى المزيد من التخطيط، وبالتالي كان من الممكن أن أصبر قليلًا لاستكمال هذه الاستراتيجيات، مع إدخال مهمات ومشروعات خفيفة.

احرص دائمًا على أن تبدأ بإدخال أصغر المشروعات إلى حياتك الوظيفية، وبالتالي يمكنك أيضًا أن تحصل على مصروفاتك اليومية من خلال هذه المهمات الصغيرة، وبذلك تكون الرابح من كلا الجانبين.

5- إدارة النفقات بحرص ودقة خلال هذه الفترة:

إنك في حاجة إلى كل قرش خلال هذه الفترة. لا تقع في الخطأ نفسه الذي وقعتُ فيه، حيث تعاملتُ مع المبلغ المالي الذي حصلتُ عليه للمرة الأخيرة من الوظيفة على أنه منحة ترفيه لحين عودتي للعمل الحر، وبالتأكيد منعني ذلك من تأمين الفترة اللاحقة.

6- عدم التخلّي عن الوظيفة بتعسّف أو بشكل غير رسمي:

لم أقم بذلك، لكن العديد من الأشخاص ممن أعرفهم خسروا الوظيفة بهذه الطريقة، حيث أنه لم يتحملوا حتى العمل لعشرة أيام إضافية لحين قبول استقالتهم، وبالتالي اعتبروا مفصولين.

لا تترك خلفك انطباعًا سيئًا أو غير احترافي، حتى وإن كنت متأكدًا من عدم عودتك مرة أخرى.

شاركونا أبرز تجاربكم في سياق المرحلة الانتقالية بين الوظيفة والعمل الحر. ما هي أبرز التحديات؟ وبماذا تنصحون المقدمين على هذه الخطوة؟