نحن نعيش الآن في عصر البيانات الضخمة، وهو عصر لدينا فيه القدرة على جمع كميات ضخمة من المعلومات المرهقة للغاية بحيث يتعذر على أي شخص معالجتها.
لقد كان تطبيق الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد مثمرًا في العديد من المجالات، مثل التكنولوجيا والبنوك والتسويق والترفيه، هنا يطرح السؤال نفسه "هل تستطيع الآلات التفكير؟".
بداية الذكاء الاصطناعي
في النصف الأول من القرن العشرين، قدّمت أفلام الخيال العلمي إلى العالم مفهوم الروبوتات الذكية.
بدأ الأمر برجل القصدير "بلا قلب" من ساحر أوز واستمر مع الروبوت الشبيه بالبشر الذي انتحل شخصية ماريا في متروبوليس.
بحلول الخمسينيات من القرن الماضي، كان لدينا جيل من علماء الرياضيات والفلاسفة يدركون جيدًا مفهوم الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence).
كان آلان تورينج أحد هؤلاء العلماء -شاب بريطاني متعدد الثقافات- استكشف الاحتمال الرياضي للذكاء الاصطناعي.
اقترح تورينج أن البشر يستخدمون المعلومات والأسباب المتاحة من أجل حل المشكلات واتخاذ القرارات، فلماذا لا تستطع الآلات أن تفعل الشيء نفسه؟.
كان هذا هو الإطار المنطقي لبحثه العلمي عام 1950 (آلات الحوسبة والذكاء) الذي ناقش فيه كيفية بناء آلات ذكية وكيفية اختبار ذكائها.
ما الذكاء الاصطناعي؟
يشير الذكاء الاصطناعي (AI) إلى محاكاة الآلات ذكاء البشر في القدرة على التفكير والعمل.
يمكن أيضًا تطبيق هذا المصطلح على أي آلة تعرض خصائص مماثلة للعقل البشري مثل التعلُّم وحل المشكلات.
إيجابيات الذكاء الاصطناعي
الحد من الخطأ البشري، لا ترتكب أجهزة الحاسوب أخطاء البشر إذا بُرمجت بشكل صحيح.
المجازفة بدلاً من البشر، مثل الذَّهاب إلى المريخ، ونزع فتيل القنابل.
يمكن للروبوتات أن تعمل طوال الوقت على مدار الساعة دون الشعور بالتعب والإرهاق مثل البشر.
المساعدة في الوظائف المتكررة.
اتّخاذ القرارات بشكل أسرع وأدق.
يعمل الذكاء الاصطناعي على تشغيل العديد من الاختراعات في كل مجال تقريبًا مما سيساعد البشر على حل غالبية المشكلات المعقدة.
وغيرها العديد من مميزات الذكاء الاصطناعي التي جعلته لا غنى عنه في حياتنا اليومية.
سلبيات الذكاء الاصطناعي
التكلفة المرتفعة نتيجة الاحتياج إلى تحديث البرامج لتلبية أحدث المتطلبات.
يجعل الذكاء الاصطناعي البشر كسالى بواسطة أتمتة تطبيقاته لغالبية العمل.
أصبح التدخل البشري أقل مما سيؤدي إلى مشكلة كبيرة في معايير التوظيف مؤديًا إلى البطالة.
لا يمكن للآلات تطوير علاقة مع البشر التي تُعد سمة أساسية عندما يتعلق الأمر بإدارة الفريق.
يمكن للآلات أن تؤدي فقط تلك المهام التي صُممت للقيام بها، وتميل إلى التعطل أو تقديم مخرجات غير ذات صلة عند طلب بيانات ليست مخزنة بها.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
نجد أن التطبيقات العملية لا حصر لها.
يمكن تطبيق التكنولوجيا على العديد من القطاعات والصناعات المختلفة، مثل استخدامه في الرعاية الصحية وحساب جرعات الأدوية والعلاجات المختلفة للمرضى وللإجراءات الجراحية في غرفة العمليات.
ومن الأمثلة الأخرى على الذكاء الاصطناعي للآلات: السيارات ذاتية القيادة، وأجهزة الكمبيوتر التي تلعب الشطرنج.
يجب على كل من هذه الآلات أن تزن عواقب أي إجراء تتخذه، إذ سيؤثر كل إجراء على النتيجة النهائية وهي الفوز باللعبة.
بالنسبة للسيارات ذاتية القيادة، يجب أن يقوم نظام الحاسوب بحساب جميع البيانات الخارجية للعمل بطريقة تمنع حدوث تصادم.
يحتوي الذكاء الاصطناعي أيضًا على تطبيقات في الحسابات المالية، إذ يُستخدم لاكتشاف السرقات في البنوك والإبلاغ عنها.
مستقبل الذكاء الاصطناعي
قد تتساءل ما الذي يخبئه المستقبل؟
في الواقع، تطبيقات الذكاء الاصطناعي جارية بالفعل.
عندما نفكر عادة في الروبوت أول مرة، فإننا نعتقد أنه مجرد آلة تُدار عن بُعد بواسطة إنسان.
لكن ماذا لو كان للروبوت دماغ بيولوجي مكون من خلايا دماغية، وربما حتى خلايا عصبية بشرية؟ الخلايا العصبية التي تنمو في ظل ظروف معملية على مجموعة من الأقطاب الكهربائية غير الغازية توفر بديلاً جذابًا يمكن بواسطته تحقيق نمط جديد من أدوات التحكم في الروبوت.
في المستقبل القريب، سنرى روبوتات مفكرة بأدمغة لا تختلف كثيرًا عن تلك الموجودة لدى البشر.
سيثير هذا التطور العديد من الأسئلة الاجتماعية والأخلاقية. على سبيل المثال، إذا كان دماغ الروبوت يحتوي تقريبًا على نفس عدد الخلايا العصبية البشرية مثل دماغ الإنسان النموذجي، فهل يجب أن يكون له حقوق مماثلة لحقوق الإنسان؟
أيضًا، إذا كانت هذه الروبوتات تحتوي على عدد أكبر بكثير من الخلايا العصبية البشرية مقارنة بالدماغ البشري العادي -على سبيل المثال، مليون مرة أكثر من الخلايا العصبية- فهل ستتخذ جميع القرارات المستقبلية بدلاً من البشر؟
لا أتذكر آخر مرة اتصلت فيها بشركة وتحدثت مباشرةً مع إنسان، في هذه الأيام، تتصل الآلات بي!
يمكن للمرء أن يتخيل التفاعل مع نظام خبير في محادثة سلسة، أو إجراء محادثة بلغتين مختلفتين.
وبالفعل قد انتشرت سيارات دون سائق على الطريق في السنوات الأخيرة.
الهدف على المدى الطويل هو الذكاء العام، أي آلة تفوق القدرات الإدراكية البشرية في جميع المهام، هذا على غرار الروبوت الحساس الذي اعتدنا رؤيته في الأفلام.
التعليقات