الدولرة: الطريقة رقم 1 لتشييع الاقتصاد إلى مثواه الأخير

هل أنتم من أنصار الدولرة أو ضدها؟ ولماذا؟

لا أعتقد أن الدولرة شيء مفيد مقارنة بعيوبه، كأننا نطلب الاحتلال بأيدينا مثلا و الذي يتبعه طمس للهوية الوطنية كذلك. و كما أن الدولرة تعني سيطرة الحكم الغربي على الحكم المحلي و ضياع الدولة. فإذا فكرنا بالتعامل بالدولار في مصر مثلا، هذا يعني أن الفقر سيكون في أبهى صوره و أن المنتجات و السلع كذلك سيتزايد سعرها بشكل غير طبيعي و غير منطقي كذلك.

اعتماد الدولار كالعملة الأساسية المتداولة في بلد ما.فتصبح العملة المحلية مثل ورقة لا قيمة لها وبدون التغطية الذهبية اللازمة.

لست من أنصار الدّولرة بلا شكّ، فدولة الإقتصاد، كإلغاء العملة، هي تمسّ بالسّيادة الوطنية لدولة لبنان الشّقيقة بإعتمادها عملة غير عملتها الأصلية، ربّما ستكون هنالك حلول أفضل من هذا الحل للخروج من الأزمة، بالبحث وسط المشكلة وتحليلها بعمق، رأيي الشّخصي أن لبنان يمكنها الخروج من أزماتها حينما يتمّ دحر الفساد بكامل أشكاله، لا يمكن التحدّث عن إقتصاد قوي، أو عن عودة الإقتصاد لسكّته العادية بينما هنالك أموال تُنهب وفسادٌ مستشري.

بالإضافة إلى الجوانب التي أشار إليها الأصدقاء، لا أرى في الأمر مسألة موافقة أو اختلاف، فهو قرار لا ينبع أساسا من المصلحة الاقتصادية، وإنما ينبع من الإنقاذ الاقتصادي إن صح التعبير.

وعلى سبيل المثال، تعاني مصر من أزمات مشابهة على صعيد مشكلات توفير الورقة الخضراء، حيث أن العديد من المستثمرين قرروا التراجع عن عد من القرارات الشاملة فيما يخص الاستثمار هنا نظرا للأزمة نفسها. هذا الوضع يطرح العنلة المحلية بقيمتها الفعلية في السوق، مما يؤدي إلى المزيد من الانهيار على مختلف الأصعدة. وبالتالي لا يمكن للكثير من الخبراء إلا أن يتخذوا قرارا بالدولرة بصفة إجبارية، لا بشكل اختياري.

هل أنتم من أنصار الدولرة أو ضدها؟ ولماذا؟

بالطبع ضد الدولرة بالمعنى الذي أوردتيه لأننا وكأننا نريد أن نكون أمريكان ونحن لا نمتلك طبيعة وهويًة الأمريكان فنكون كمن " رقصت على السلم" لم يرها من فوق ولم يرها من تحت! وماذا عن المواطنين مما لا يمتلكون تلك العملة؟! الأمر يشبه باستدعاء قيم دولة لتحل مح لقيم دولة أخرى! فبدلاً أن نرى صور الجوامع و الآثار الوطنية القديمة و صور زعماء عالمنا الإسلامي و العربي نصير نرى صورة بنيامين فرانكلين وتمثال الحرية!

أول زيارة لي للبنان كانت عام ١٩٩٥ وكنت ما أذال مراهق .

كان الدولار هو العملة الاساسية لجميع مشترياتن. وحتى كنا نستطيع الشراء بالليرة السورية.( مثل محلات الالبسة التي تضع سعران لمنتجاتها دولار وليرة لبنانية ... ) وقتها اشترينا ايضا مواد خاصة بالبناء تكفي لإصلاح شقة والدفع تم كله بالدولار

بمعنى أن الاقتصاد كان مدولر بالكامل منذ تلك الفترة.

اذا ماذا تغير ؟

لابد من البدء من توضيح نقطة. منذ تلك الفترة وحتى ٢٠١٩ كان جميع تجار سوريا وصناعيها يستخدمو البنوك اللبنانية كواجهة لارسال واستقبال الاموال... وايضا اللبنانيين كانو يثقو بالبنوك لوضع دولاراتهم

لماذا ٢٠١٩ بالتحديد ... لأنه العام اللذي سرقت البنوك دولارات الجميع ( سوريين و لبنانيين ) ... فقط المسؤليين اصحاب المليارات تمكنو من سحب دولاراتهم وارسالها للخارج وتفريغ البنوك....

عوامل اقتصادية مؤثرة.

سلسلة عوامل ... كتوقف السياحة وتراجع اعتماد الاقتصاد السوري على البنوك اللبنانية وانفجار المرفء وانقطاع أي مساعدات من السعودية وكورونا ...

كلها ارسلت الاقتصاد للحضيض.

اذا الدولرة كانت متواجدة منذ اكثر من ٣٠ عام وكانو يعيشو حياة جيدة ...

مايدمر الاقتصاد من الخارج هو الميزان التجاري. ومن الداخل هو الفساد

لست من أنصار الدولرة؛ لأنها برأيي تساهم في القضاء على اقتصاد لبنان.

كما أن البنوك ستفقد جزءًا من رؤوس أموالها، كما سيؤدي ذلك لانخفاض رؤوس أموال المؤسسات الواقعة في قلب الأزمة المالية للبلاد منذ ٢٠١٩

كما أنني أعتقد أنها إذا كانت تمثل حلًا مؤقتًا على المدى القريب، فإنها تساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية على المدى البعيد، وتتسبب في تهاوي سعر الليرة واختناقها أكثر مما هي عليه بسبب هدم القدرة على السيطرة على الوضع المالي وانفلات زمام الوضع الاقتصادي وازدياد الأمور سوءًا، وزيادة معاناة المواطنين بسبب التضخم الذي لا لِجام له ليوقفه.