أذكر في ذلك الأمر منتجات غذائية وعلاجية مستوردة، كنت أشتريها بصفة مستمرة نظراً لإرتفاع الجودة، ومع إنخفاض سعر الجنيه المستمر أمام الدولار فى ضربات متتالية، شعرت أننى من أتلقى تلك الضربات بدلاً من الجنيه المصري،فمع مرور الوقت وجدت نفسي أتنازل عن المنتجات المستوردة رويداً رويداً، حتى أصبحت لا أشتريها رغم جودتها وحاجتى الماسة إليها.

الأمر استدعانى للبحث عن العوامل الخارجية التي تتحكم في سلوكنا كمستهلكين، حيث أني أدركت أن العوامل الداخلية هي ليست فقط المتحكمة فينا فيما يخص عملية الشراء وأنه قد توجد عوامل خارجية تتحكم بشكل قوي فى تصرفاتنا وهي:

سعر الصرف 

يعتبر سعر الصرف من أهم العوامل الخارجية الاقتصادية، المؤثرة على قرارنا النهائى فيما يخص عملية الشراء، فبين الصراع بين (جودة المنتج المستورد وسعر المرتفع، وإنخفاض جودة المنتج المحلى وسعر المناسب) نقع كمستهلكين داخل حجر الرحى، قد نضحى قليلا ونشترى المنتج المستورد، ولكن ليس عندنا الاستعداد الكافى لتضحية كبيرة فى حالة إرتفاع السعر بشكل جنونى.

الأسرة 

الأسرة وما تشكله فينا باستمرار من عادات وقيم، تشكل فينا عادات شرائية تكون كالبصمة الوراثية، بالتأكيد سنختلف عن أصدقائنا في عاداتنا الشرائية حتى وإن كان لدينا نفس الميول الثقافة، حتى الزوجين شريكى الحياة بمرور العمر فى الحياة الزوجية قد لا يتفقان أبداً في عادتهم الشرائية وذلك الأمر يعزو إلى ( الأسرة ).

الطبقة الإجتماعية 

الطبقة الإجتماعية لها دور محورى في اختياراتنا كمستهلكين وأذواقنا فكل طبقة لها اختياراتها، فالطبقة الفقيرة قد تجدهم يتوجهون إلى الأسواق الشعبية حيث التوفير والكم للمنتجات، بينما الطبقة المتوسطة يتجهون للمحلات ذات القيمة المتوسطة وجودة اعلى نسبياً من الأسواق الشعبية، على حين أن الأغنياء يتوجهون إلى المحلات الشهيرة ما يسمى (البراندات)، لشراء منتج ذو قيمة معروف عالمياً بغض النظر عن السعر .

المؤثرين 

يوجد دائماً في كل مجتمع مؤثريه، يستخدم الإعلام للتسويق للمنتجات ويكون التأثير قوى وفعال، حيث يحتاج الناس دوماً لوجود المؤثرين لاستهلام الأفكار والأذواق منهم، بغض النظر عن النوعية والذوق سيتم التقليد بدون تفكير، لذا نسميهم مؤثرين كما تسميهم المجتمعات .

الثقافة 

دائماً ثقافتنا هي المحرك القوى لاختيارنا النهائى، فمنا من يكون فكره يميل للكتب وشرائها باستمرار هو لا يجد نفسه ولا يشعر بها إلا في هذا الاتجاه فثقافته تحكمه، وأخر تجده يحب العطور ومنتجاتها، وآخر السيارات، وغير ذلك، لذلك الثقافة هي المتحكم الأكبر في هذا الاتجاه .

والآن شاركنا تجربتك كمستهلك، ما هي العوامل الخارجية التي تتحكم في فكرك وسلوكك كمستهلك؟