جميعنا نسعى لنكون أفضل في كل يوم مع إختلاف أسبابنا وراء سعينا المستمر، مِنّا من يريد أن يصبح غنيًّا ليحقق أمنياته، ومِنّا من يريد النجاح لكي يصبح شخصًا يحترمه الآخرون ويقدّرونه لمكانته ومنصبه، وتتعدد الأسباب ولا تنتهي، ولكن نتشارك جميعنا في نقطة واحدة وهي "السعي لذاك النجاح"، السعي للحصول على المال أو الشهادات أو العملات النادرة، ولأننا نعيش في عصر التطور وإزدهار الأعمال، نرى أن الأغلب منا يتوجهون إلى السعي نحو جنيّ المال وتحقيق المزيد من الأرباح، ولكن لماذا لا يشاركنا الأشخاص الناجحون أسرار نجاحهم لكي ننجح مثلهم؟
عند الدخول للعمل في مجال إستثمار الأسهم، قد نواجه الكثير من المصاعب والأشخاص المعيقين للإبداع. ولكن في إحدى المرات تردد إلى مسامعي نصيحة لأحد المستثمرين وهي "جهز نفسك قبل أن تدخل في عمل ما".. أشعر بأنها واقعية تمامًا. فنحن بحاجة إلى نجهز عقولنا لكي نستوعب أي متغيرات قد تطرأ في أي لحظة، علينا أن نصبح ذوي شخصيات مرنة، وأصحاب أفكار مذهلة، حتى نستطيع التأقلم مع متجددات أعمالنا، ولأننا نتشارك في نفس الشعور عند الخوض في أمور جديدة، فلا بد أن نذكر النصيحة الثانية وهي "لا تخف، أنت تستطيع أن تنجز الكثير".
إنَّ الإيمان بالنفس مفتاح النجاح، وفي عالم الأعمال فإن الشخصية الواثقة القوية التي تركز على أعمالها بصورة أكبر من نجاحات غيرها فقط هي التي تستمر.
ولكن إذا أصبحت شخصية قوية ومرنة في التعامل هل سأصبح ملياردير في غضون ثوانِ؟
بالطبع لا، الأمر يتطلب الكثير من العمل والدراسة والبحث المطّول، تمامًا كما فعل الملياردير وارن بافيت وهو المستثمر الأسطوري والرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي، وارن دومًا ما يقدم نصائحه حول الاستثمار والإدارة والحياة وكيفية الموازنة بينهم في مقابلاته التلفزيونية.
في إحدى المرات التي كان يقدم بها وارن النصائح الإستثمارية، وفي ظل أجواء النصائح المعتادة للإستثمار صُدم الجميع عندما قال وارن أنَّ عدم الخوف هي النصيحة الإستثمارية الأثمن على الإطلاق، وأن المستثمر الناجح هو الذي يقتل الخوف قبل دخوله لعالم الإستثمار مما قد يفتح له أفاق جديدة وفرص ذهبية أكبر، وتبعها بنصائح حول إدارة الأعمال وتحقيق الأرباح والتي كان أهمها "إذا أردت الربح، إشترِ ولا تبع" وكان يقصد أن يقوم المستثمرون بشراء الأسهم وعدم التعجل في بيعها مرة أخرى لتحقيق الربح، فقد يمكن أن يتضاعف ربحها بعد فترة معينة.
ثمة نصيحة للمستثمر وارن بافيت جذبتني وهي "لا تدفع كثيرًا" .. حيث يخبرهم أن لا يدفعوا أسعار كبيرة مقابل قيمة بخسة، فما من مشكلة لشراء شركة ناجحة بسعر مرتفع، ولكن المشكلة في شراء شركة معرضة للإنهيار بسعر خيالي، وهذا ما يؤيد مبدأ السعر مقابل القيمة.
يبدو أيضًا هنالك نصحية ألهمتني وهي إذا أصبحنا مدراء شركات فيجب أن نكون أشخاصًا هادئين حتى لو هبطت أسهم شركاتنا وانخفضت أسعار منتجاتنا، ولكن يجب أن نكون غاضبين إذا تضررت ذرة من سمعة شركتنا، "السمعة هي كل شيء".
عدم الإلتفات إلى شكل المنتج أمر مهم، فلا فرق بين الجوارب والأسهم في عالم الإستثمار، المهم هو الجودة والتخفيضات "انخفاضات الأسعار هي فرصة لزيادة مراكزك"، ولا نظن أن الذكاء هو الذي يجلب الأعمال، فعلى عكس المعتقد السائد فإن "المعرفة أكثر قيمة من الذكاء".
تستحضرني مقولة هنا للملياردير الصيني الشهير جاك ما للشباب
"لا تنتظر تحسن الظروف، ولا تستسلم أبدًا، حدد هدفًا ثابتًا وابدأ العمل".
وأنتم أثرونا في نصائحكم للمستثمرين الجدد؟
التعليقات