أزمة إندومي: كيف يمكن أن تتخطى شركة أزمة بهذا الحجم؟

أزمة إندومي الأخيرة ليست الأزمة الأولى ولن تكن الأخيرة، المنتجات غير آمنة لصحة الأطفال ولا اعلم كيف يتم السماح ببيعها أو حتى بإنتاجها، منذ سنوات ونحن بنفس الدائرة، وهناك وفيات نتيجة لذلك وليس فقط إصابات، لذا لا اعلم لماذا لا يتم أخذ قرارات حاسمة في هذا الشأن؟!

أما عن الشركة فلا تعليق على عدم رد الفعل، أرى منها عدم احترام للمستهلك ورحلته مع المنتج، بجانب لا سبل لتطوير أو تغيير مواضع الضعف بالمنتج، شركة بهذا السلوك لن يدوم تواجدها كثيرا برأيي.

علي، فكرت قبل يومين الكتابة عن الموضوع نفسه، ولكن لظروف ما لم اكتب عنه. فسعادتي كبيرة ان اكون معك في الاجابة على سؤالك الجميل: هل تتفقون معي في أن الأزمة أديرت بشكل سيء من قبل الشركة؟ وما هي أبرز آليات مواجهة أزمة مماثلة؟

ان ما حدث مع شركة اندومي وفي بعض خطوط منتجاتها وما تسببه من ضرر معنوي وصحي للمستهلك، قد أحدث ضجة اعلامية على منصات التواصل الاجتماعي وترافقت تلك الحملات بالاعلان عن المرض الغامض الذي يصيب الاطفال ويشبه اعرض التهاب الكبد الوبائي النشط وقد توفى منه العشرات من الاطفال حول العالم ولا زال حتى الان مجهول السبب والمنشأ والتمدد!

شركة اندومي حتى الان فقدت القدرة على استعادة ثقة الجمهور وبالتالي فهي ستتعرض الى خسارة سمعها والهوية التجارية الخاصة بها وفي حال ظهور منافسين جدد او هناك منافسين جدد يجتهدون على تقديم منتوجات مشابهة ذات جودة وموثوقية عالية فسوف يحطمون اندومي بكل منتجاتها وليس تلك الانواع فقط التي تم اعلان وجود الخلل فيها .

الأخطاء التي وقعت فيها اندومي حتى الان يمكنني حصرها بما يلي :

1. عدم الصدق مع الجمهور ومحاولة لتخفيف الأزمة بإدعاء وجود خلل في منتجات ما ولكن هذا لا يمكنه ان يكون الحقيقة، فحماية السمعة لا يكون بالانكار بل بالصدق ونشر الحقائق كاملة والاعتذار والاستعداد لتعويض الضحايا (لم يتم التعامل حتى الان باحصائيات رقمية حول الضحايا من الاطفال وهل سيتأثرون لاحقا بفساد اطعمة ومنتجات اندومي)
2. الاسلوب التي اتبعته اندومي مع وسائل الاعلام ومع الجمهور كان التوائيا ولوحظ تردد في التعامل مع الأزمة ولم اسمع انها استعدت للتعويض باي صورة كانت؟
3. الاستعداد المسبق لمواجهة الازمات هو مفتاح الخروج منها وبالتالي كشفت العملية كلها ان شركة اندومي العملاقة تفتقر الى منهجية التعامل مع الأزمات الطارئة والتي نالت وستنال من سمعتها ومن وجودها في السوق.

ولكن ما هو المطلوب لكي تسقط اندومي ويتم معاقبتها من الجمهور:

1. قيام وزارت الصحة بدورها في كشف الخطر الجسيم من منتجات اندومي على الصحة العامة وعدم صلاحيته للاستهلاك الادمي وتبدأ بحملة الكشف المجاني على الاطفال وتسجيل بيانات بذلك ويمكن ان يشكل ذلك بداية حملة محاكم وتعويض ضد الشركة
2. قيام المستهلكين الضحايا بتنظيم حملات ضد شركة اندومي لكل منتجاتها والدعوة العالمية لعدم تناول منتجاتها واعتبارها منتجات قاتلة مسببة للامراض المدمرة.
3. رفع قضاياا فردية وجماعية ضد الشركة في حال ثبوت وجود خطر على صحة الاطفال وتضررهم من المنتجات الفاسدة
4. تشكيل حملات اعلامية ضد شركة اندومي
5. ايجاد بدائل منافسة في السوق المحلي والعالمي يحظى بثقة الجمهور والاستعداد لشراء منتجاته

ماادری هنا عندنا ارتفع سعر الماکارونی بشکل خیالی بین یوم و لیله