بينما كنت أتصفح الأخبار الإقتصادية في بعض المواقع الإعلامية، قرأت مقالا عن انخفاض قيمة الجنيه المصري مع بداية شهر مارس وذلك نتيجة الحرب بين أوكرانيا وروسيا والذي أدى لسحب العديد من المستثمرين الأجانب لسنداتهم من سوق السندات المصرية. لم يكن هذا أول هبوط للجنيه المصري فقد شهد هبوطا حادا في سنة 2016 بعد تحريره، حيث فقد نصف قيمته مقابل الدولار.

طيب ماذا نقصد بتحرير العملة؟

 تحرير العملة أو تحويلها هي سياسة نقدية تتمثل في ترك قوى السوق، أي العرض والطلب هي من يحدد القيمة الفعلية للعملة، حيث أن الدول تتوقف عن دعم عملتها المحلية.

حسنا، لكن لماذا تلجأ بعض الدول لتحرير عملتها المحلية؟

الأمر ربما يكون أحد توصيات صندوق النقد الدولي يكون له علاقة بالتوازنات الماكرو اقتصادية، حيث أن تخفيض العملة يحسن المستوى التنافسي للسلع المصدرة، ويشجع السياحة والاستثمارات الخارجية، لأن اليد العاملة المحلية تصبح رخيصة بالمقارنة مع مثيلاتها مما ينتج عنه استقطاب للعملة الصعبة. بعض المشاكل الاقتصادية أيضا ترغم الدول على تحرير عملاتها.

لكن بين هذا وذاك، يكون المواطن البسيط هو من يعاني نتيجة هذا الأمر، خصوصا أولئك الموظفين والمستخدمين وأصحاب المعاشات، الذين يحصلون على رواتب ثابتة، فخفض العملة المحلية يؤدي إلى تراجع قيمة الرواتب، ويحد من القدرة الشرائية للمواطن، وبالمقابل ترتفع أسعار الواردات بشكل حلزوني والأمر يكون كارثيا إن كانت الدولة غير مصنعة وتستورد جزءاً كبيراً من احتياجاتها من الخارج.

 لكن ماذا بيد المواطن البسيط أن يعمل، فالأمر هو واقع مفروض ومحسوم بالنسبة له؟

هذا السؤال طرحته على نفسي مرارا وتكرارا، كنت أسأل نفسي عن الخطوات العملية التي يجب علي القيام بها كمواطنة بسيطة من أجل التقليل من أثر مثل هذه السياسات الاقتصادية على حياتي اليومية؟

وارتأيت أن الحل يكمن في إيجاد مصادر دخل مختلفة وبالعملة الأجنبية. فالاعتماد على مصدر دخل واحد كالراتب الحكومي، لا يمكنه أن يحميك من سلبيات تعويم عملتك المحلية إن حدث الأمر في بلدك، كما أن مصدر دخل وحيد لن يكون كافيا لتغطية التكاليف مع ضعف القوة الشرائية. فالحل إذا يكمن في تنويع الاعمال ومصادر الدخل وجعل الاداء بعملة قوية تقل احتمالية تدهورها.

طيب ما الأعمال التي يمكن القيام بها؟

 هنا تظهر أهمية بناء الفرد بشكل صحيح، فالمواطن الواعي له القدرة على التأقلم مع متطلبات السوق العالمية الجديدة، و يتمتع بالمرونة، حيث بإمكانه تغيير مساره المهني واكتساب مهارات وتقنيات جديدة تمكنه من إيجاد مكان له في سوق العمل الحر على الإنترنت، فالمنصات العالمية توفر عروض عمل جيدة عن بعد وهي تدفع بالعملات الأجنبية لكنها تحتاج لتقنيات ومهارات تواكب التطور التكنولوجي الحديث.

من جهة أخرى يمكن لمحبي المخاطرة والذين يملكون عقلية استثمارية بأن يستفيدوا من انخفاض تكاليف اليد العاملة ويبدأوا في إنشاء مشاريع بمنتجات تنافسية ذات جودة عالية وموجهة للخارج.

هل هناك حلول أخرى مقترحة يمكن من خلالها للمواطن البسيط أن يواجه ثقل التقلبات الاقتصادية المفروضة عليه؟