أتذكرفي عام 2020، تجاوزت الإصدارات التراكمية للسندات الخضراء عتبة الألف مليار دولار، وذلك منذ إنشاء سوق السندات الخضراء في عام 2007. يعكس هذا الرقم أهمية التمويل المالي الأخضر، والنمو المتسارع الذي يلعبه في الاقتصاد العالمي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو التمويل الأخضر وكيف قد يكون مفيدا للاقتصاد العالمي في ظل جائحة كوفيد 19؟
لمن لا يعرف ما هو التمويل الأخضر، هو مجموعة من الأنشطة والعمليات المالية التي تأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي والمناخي إلى جانب تحقيق الربح المالي من الاستثمار. ولكن لماذا يهدف؟ حسنًا، هذا النوع من التمويل يهدف إلى دعم المشاريع والشركات التي تهدف منتجاتها وخدماتها إلى دعم الانتقال الطاقي من مصادر الطاقة الاحفورية إلى مصادر الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة، وكذلك الاستثمارات تحد من الإنبعاث الحراري ومن مختلف المشاكل البيئة الناتجة عن سلبيات الاقتصادات والصناعات الحديثة. وذلك من أجل تحقيق تنمية بيئية و اجتماعية مستدامة.
طيب ما علاقة التمويل الأخضر بالتمويل المستدام؟
في الواقع يندرج التمويل الأخضر تحت مظلة التمويل المالي المستدام الذي يهدف إلى تمويل مشاريع مستدامة تراعي التحديات الاجتماعية للفئات الأكثر هشاشة، وتضمن حق الأجيال القادمة في العيش في بيئة سليمة ونظيفة وعادلة.
يتضمن التمويل المستدام بالإضافة إلى التمويل الأخضر كلا من التمويل الاجتماعي، والأخلاقي والتمويل التشاركي والتمويل المسؤول. هذه الانواع من التمويلات الغير تقليدية، تسعى إلى تحقيق الربح المالي بالإضافة إلى تحقيق فوائد اجتماعية وبيئية والالتزام بمبادئ أخلاقية ودينية وبيئية
"جينيفر أوتزل"، وهي أستاذة جامعية في التمويل المستدام في جامعة كود للأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية، سطرت في حوار لها بعض المحاور التي يمكن من خلالها أن يساعد التمويل الأخضر في تخطي التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا، نذكر منها:
- كونه آلية للرفع من النمو الاقتصادي :
أصبح التمويل المالي في الآونة الأخيرة يساهم بنسبة محترمة في الاقتصاد الدولي، فحجم تدفق رأس المال الناتج عن السندات الخضراء شكل 17 في المئة من الحجم الكلي في سنة 2020 رغم أن السندات الخضراء لا تشكل إلا 2 في المئة من مجموع سوق السندات. هذا الأمر يوضح لنا الأثر الكبير للمالية الخضراء في النهوض بالاقتصاد. وان الاستثمار فيها ربما يكون سببا للخروج من الركود الاقتصادي الناتج عن الجائزة.
- خلق فرص عمل ودعم المبادرات الاجتماعية:
حيث أنه بإمكان الاستثمار في مشاريع الطاقات البديلة، ومشاريع التدوير وغيرها من المشاريع الخضراء الناشئة، أن يشكل فرص عمل كثيرة ويحد من البطالة التي تفاقمت نتيجة أزمة كوفيد.
من جهة أخرى الفئات التي تأثرت أكثر بمشاكل الجائحة، هي الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة، وكذلك الدول الأكثر فقرا، وتعد هي نفسها الفئات الأكثر عرضة لأضرار التغيير المناخي من جفاف ومجاعات. لذا فإن مشاريع التمويل الأخضر ستدعم بصفة مباشرة أو غير مباشرة الفئات الاجتماعية المتضرر من التداعيات الاجتماعية والصحية والاقتصادية لكورونا. وبهذا فإن التمويل الأخضر سيوفر دعما إيجابيا للتخفيف من آثار جائحة كورونا.
ما رأيكم في التمويل الأخضر؟ وهل تعتقدون أن الاستثمار في هذا النوع من التمويل هو خلاص لنا من التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا؟
التعليقات