تفوقت في الثانوية العامة
حصلت على اعلى الدرجات التي تؤهلني لدخول اي فرع اريده
وفي يوم النتائج كنت اشعر انني امتلكت الدنيا كلها وان ابواب النجاح كلها مفتوحة في وجهي حتى سالني صديق ابي والان مالذي تريده
(قلت اممممم لا اعرف فقال لي لا باس على هذه النتائج ستحصل على أي شيء في النهاية فشعرت بالسعادة)
لم اكن اعلم حينها بالواقع المؤلم الذي ينتظرني
بل لم اكن منتبه حتى لوجود (اكتئاب،انتحار ،فشل...) في هذا العالم
ورغم انني كنت اعاني من الخجل والظلم الا ان نجاحي وتفوقي غطى عيني بغشاوة وردية وليس فقط انا بل حتى اهلي واقربائي شاركوني في هذا الوهم القوي ....
لم ياتي نجاحي عبثا بل كان له اصول متاصلة في شخصيتي ستكون هي(بعد حفظ الله ورعايته) السند لي امام ايام صعبة تنتظرني ...
اختارت لي الحياة الطب البشري وانا كنت معلن بداية انني لا ارغب بذلك شاني شان الكثير من القصص المكررة من هذا القبيل
لكن لاكون صادقا تماما لم اكن اشعر بالامتناع التام
ذهبت الى الكلية في اول يوم
شعرت بضيق شديد شعرت انني بالمكان الخطأ
ظل الامر كذلك لشهر
شاركت اهلي مشاعري بغضب وانفعالية
فطمنوني وقالو لي(من الباكر ان تسرع بالحكم وكل الطلاب تتردد في بداية اي شيء)
ومرت السنة الاولى على هذا المنوال
في السنة الثانية كان الوضع اسوء
كنت افتح المحاضرة ولا استطيع التركيز اطلاقا لدرجة جعلتني ارمي المحاضرات جانبا
وبدا الشجار مع اهلي والخلافات التي لاتنتهي
وفي سنتي الرابعة كنت قد وصلت لعيادة الطبيب النفسي(معك انفصال عن الواقع واحلام يقظة اجترارية ادت الى تدهورك واكتئابك وساصف لك هذا الدواء وتتحسن)
اخذت الدواء ولاول مرة (في حياتي) اشعر بهذه النشوة التامة والراحة الشديدة لكن الامر غير طبيعي ليتضح بعدها انها نوبة هوس ....فقطعت العلاج الدواىي ....
بقية السنة الرابعة قضيتها في اكتئاب طويل
وانا حتى لا اعلق امل في علاج نفسي ...
في نهاية السنة الرابعة اتتني لحظة قرار داخلي ورغبة شدية بالاصلاح
اقسم بالله(بقي تاثيرها سنة كاملة او اكثر وانا اشعر بطاقة رهيبة وتغير مستواي الجامعي والاجتماعي بصورة مذهلة...)
لكن كما جاءت فجأة ذهبت فجأة وعدت الى الكابة والحزن ....
كانت الفترة الماضية مليئة بالخلاف مع الاهل
الانزعاج من الواقع
الندم على الماضي
لكن الان ومن شهر
اتخذت قرارا جديا وصادقا
ان كان منشا هذا الضياع كله من انني مشيت في الطريق الخطا
ساصحح المسار بطريقة عقلانية ...
ساحاول العودة الى جادة العقل والصواب
حددت شغفي
والامور التي تستهوي عقلي
توكلت على الله
وبدات التنفيذ
كانت الخطوة الاولى من شهر
بانشاء قناة اليوتيوب هذه
وان شاء الله وخلال سنوات ستكون النهاية اجمل
الضياع لازال مستمر لكن يجب عليي ان اكافح لاعادة التوازن الى حياتي
اصبحت اؤمن تماما بمقولة
"المريض التفسي هو مبدع ضل طريقه"
اذا اعجبكم الموضوع فله جزء ثان
عن اكبر التحديات...
وعن حيل وخدع وطرق الخروج من فوضى الحلقات المغلقة(الماضي،الفشل،الواقع،..).....
التعليقات