في المواصلات العامة في اسطنبول ؛ عند محطة انتظار الباصات او عند مترو الانفاق سترى صورا لشهداء الديمقراطية مع نبذه صغيرة عنهم في الاسفل.

وانا اسير وسطهم -كنت خارج البلد فترة وعدت ووجدت المترو محاط بصور الشهداء واسماء بعض الاماكن تغيرت لاسماء شهداء- شعرت بقشعريرة الحقيقة وانا محاطة بصور الشهداء افكر بعظمة الموت لأجل قضية .. وافكر ببلدي التي كانت هي ايضا تحيي ذكرى من مات لاجلها ضد الاحتلال الإيطالي - كانت لدينا تماثيل وميادين للمناضلين والمجاهدين ولكن قام مايدعى بالشباب المجاهدون بازالتها - والآن بعد كل هذه الحرب الاهلية اساسا لم يعد يعرف من مات لمن او لماذا! العدو نحن والبطل نحن.

كل ما أمر هنا افكر بنفس هذه الافكار وتختلج امور بداخلي.

الفكرة ليست في احياء ذكراهم بهذه الطريقة اساسا الفكرة في وجود حرمة لمن مات لاجل الوطن الفكرة في الاحساس بروح او دم تركي ازهق !بينما لي اقارب توفوا او اصدقاء من جنسيات اخرى اهاليهم شهداء او في معتقلات يعانون الأمرين .

عندما ماتت حاوا تاكو -وكانت مناضلة صومالية ضد الاحتلال- عندما سقطت شهيدة برصاص الاحتلال هز موتها وحرك شباب الصومال أكثر للنضال، واعتبرت من لحظتها وحتى اليوم رمزا للحرية والكرامة لدينا.

هي الايام دول ، ونحن نسقط لننهض وسنمر بايام مشرفة وايام مخجلة والتاريخ مازال يكتب والحبر لم يجف .. كل امة ستمر بهكذا عذاب ؛ سنة الحياة باختصار، وآمل ان تعود أيامنا المجيدة قريبا .