مرحباً يا عزيزي، كيف حالك اليوم؟

لا أعرف لماذا، لكن دوماً ما أشتاق لك بهذا الوقت. لقد وعدت نفسي ألّا أعود لأكتب هناك، ولكنني عدت. أصبحت الكتابة هي حلقة وصلي الوحيدة لك. أنا بخير اليوم، لقد اشتريت بعض الكتب من المكتبة. المرة الأخيرة سألتني ماذا أقرأ، قلت لك: لا أقرأ شيئاً، لكنني كنت أقرأ كتاباً ما.

أنا لا أعلم لماذا عندما نتحدث لا أستطيع ترتيب جملة بوضوح، وربما كانت إجابتي بلا على شيء ما. أردت أن أعتذر منك، أرجو المعذرة.

أتعلم ما أكثر ما يؤلمني؟ أنني أستطيع الآن إرسال رسالة وستصل لك بثوانٍ، لكنني لا أستطيع. هذا الكبرياء يقتلني، وأن التفكير بكل التفاصيل والأشياء يرهقني، وأنني أخشى الرفض، وهذا ما يخسرني الكثير من الفرص بحياتي، فأنا أفتقر للشجاعة، وهذا عكسك. كنت دوماً واضحاً حقيقياً، وأنا من كنت متلوّنة، ولكن ليست كل الأشياء تُقال يا عزيزي.

لعل فترة اللقاء بيننا كانت أصعب سنة بالنسبة لي، وأنت كنت أجمل شيء من بين كل سنواتي العشرين التي عشتها.

لكن أتعلم أي كتاباً اخترت؟ اشتريت مجموعة كتب، ثم فجأة تذكرتك وهرعت بسرعة لأضيف كتابك أيضاً. تصفحته بيدي فتذكرت بعضاً من الذكريات، لكنني لم أكمل القراءة، لا أعلم لماذا. هذا الكتاب لا أستطيع أن أكمله. أتذكر ذات مرة قلت لي إننا سنستمر بمناقشة الكتاب، ولكنك كذبت وذهبت.

لا أستطيع أن أكف عن حبك. اشتريت أيضاً ديوان شاعرك، ذلك الشاعر الذي تذكره دوماً.

ربما كل شيء كان بالنسبة لك لعبة، أو كسر روتينك والملل… لكنه كان قلبي.

تصبح على خير اليوم أيضاً.

لكن أتعلم ماذا؟ كلما كتبت عنك أكثر، كلما زاد تعلقي بك، وكأنني بكل مرة أقع بحبك من جديد