لو أنك تعيش مع شخص تغلبه العاطفة دائماً فتجده مزاجي تارة يضحك وتارة يبكي لسبب تافه كل ما يريده هو اهتمام الآخرين به وكلامهم الجميل عنه وكأنه غذاء يتغذى عليه ليعيش ولو أخطأ لن يقتنع لو اجتمع الناس لإقناعه فتود لو أنك تنصحه ولكن محال بسبب فارق السن بينكما وكأن العمر دلالة على الوعي ، لو كنت تعيش مع إنسان كهذا ما هو تصرفك معه وكيف تتعامل معه في الحياة اليومية؟
العاطفة
التعامل مع شخص تغلبه العاطفة ويتقلب مزاجه بشكل متكرر يتطلب صبراً ووعياً خاصين. فبدلاً من محاولة إقناعه بشكل مباشر أو الدخول في صراعات لا نهاية لها، قد يكون الحل الأكثر فعالية هو استخدام أسلوب غير مباشر لتوجيهه وتقديم الدعم العاطفي.
من الطرق المفيدة في هذا السياق هي نموذج القدوة. عندما يرى هذا الشخص سلوكنا الهادئ والمستقر وتعاملنا مع المواقف بشكل عقلاني وموزون، قد يبدأ بتقليدنا بمرور الوقت دون أن نشعر. لا حاجة للوعظ المباشر. وفي نفس الوقت، نحاول أن نمنحه الاهتمام الذي يحتاجه، ولكن بحدود، بحيث لا يتحول إلى اعتماد كامل على رضا الآخرين، بل يبدأ تدريجياً في بناء استقلاله العاطفي.
كل ما يريده هو اهتمام الآخرين به وكلامهم الجميل عنه وكأنه غذاء يتغذى عليه
يمكنك نصحه بطرق غير مباشرة، كأن تحكي لها تجارب شخصية تثير عنده إعادة النظر في مقدار أهمية رأي الناس بنا. كأن تفخر أمامه بأنك استطعت التغلب على خوفك من الإقدام على أمر لم يعتده الناس.
ولو أخطأ لن يقتنع لو اجتمع الناس لإقناعه
هذه الشخصية غالبًا لن تقتنع بغير أفكارها حتى لو تم تقديم كافة الحجج وإسقاطها عليه تباعًا. العلاج هنا يكمن في ضرورة الوصول معه لأرضية مشتركة، انظر للأشياء التي تتفق معه بها واطرحها في باديء الأمر، هذا الفعل له تأثيره على تفهمه بأنك تناقش أفكاره وليس تحاول إسقاطه شخصيًا.
إن أعادة بناء شخصية كاملة عاطفياً أمر مرهق لأن المشاعر تتغير والشخص الذي أتحدث عنه متقلب المزاج للغاية وفعلياً غير متقبل لأي أفكار خارجية إلا من أناس محدودين للغاية
أعلم أنه أمر مرهق، لكن التغيير ما زال في الإمكان. بالصبر والعمل المتواصل نحصل على النتائج الملموسة في تغيرات جذرية في شخصيات من نعيش معهم.
التعليقات