كالمعتاد أستقلت (لين) قطار العودة، عائدة للمنزل، قبل ميعاد الإفطار، بـ3 ساعات، ليتحرك القطار بعد فترة وجيزة، لتصل إلى وجهتها متجهة نحو المنزل، لتدير مفتاحها في باب المنزل، لتدلف للداخل، ملقية السلام على والديها وأخيها، وتجلس قليلاً لتستريح قليلاً في غرفتها، ومن ثم نهضت لتصلي فرضها، لتنتهي منه مع وردها اليومي، خرجت بعدها لتساعد والدتها في أمور المنزل، وتشاركها تفاصيل يومها في الدوام، بينما والدتها تطالعها منصتة لكل كلمة منها لتتأثر بذلك (لين)، وتحتضن والدتها مقبلة جبينها بحب، لتسأل والدتها بغرابة فليست من عاداتها إظهار مشاعرها.

_(بُثينة): ما بكِ؟!.

_(لين): لا شئ فقط أحمد الله على حصولي على أم مثلكِ، حقًا أنتِ نعمة من الله.

_(بثينة): لم أنتِ عاطفية اليوم؟

قالت جملتها (بمزاح) تحاول أن تخفف من حدة هذه المشاعر على فؤاد ابنتها، بينما تضمها إلى حضنها أكثر.

لتبتعد (لين) وعلى محياها بسمة إمتنان.

_(لين): إنتظري مشاركتي اليوم متابعيني.

لتبادلها (بُثينة) البسمة بحنان يفيض من عينيها.

_(بثينة): حسنًا يا أميرتي.

لينشغلا بعدها في أمور الإفطار، فلا وقت متبقِ على آذان المغرب، لينتهي الإفطار، وتنتهي (لين)من روتينها الرمضاني من (تنظيف،صلاة،صنع حلوي،مشاهدة مسلسلها الرمضاني،....،.....،......ألخ.)

لتجلس أخيرًا أمام جهازها الحاسوب لتبدأ بكتابة تقرير يومها الذي أثر في خاطرها كثيرًا لتشاركه.

فلاش باك:

كانت لين جالسة بمكتب عملها تنتظر أوراق أرسلتها إلى مطبعة الشركة، تصفّحت هاتفها الجوال بملل، ملقية نظرة على آراء متابعينها، لتصلها رسالة من متابعة لها محتواها:

(السلام عليكم)

كل عام وأنتِ بخير (لين) لعلكِ بخير، أريد منك أن تتحدثي عن تجربة يمر بها جمع كبير من الأسر المصرية، وهي أن الأباء، رجال شرقية بالحاتمية، حتي مع أبناءهم، لا أعلم لم يحتفظ الأب بمشاعره النبيلة هذه ، ويخرجها على هيئة صراخ، أوامر، هل لأن تجربتهم الأولي في الحب إعتمدت على الكتمان؟،ومفهوم الحب عندهم ينحصر في معرفة الطرف الآخر، دون البوح بمشاعرهم، إفراغ شعور خوفهم، حبهم، لهفتهم، شعورهم بالفقد، الحنين، بالحديث، أليس ليْ حق بأن أكون حبيبة أبي؟، أمن المفترض أنه حبيبي الأولِ، أكون سببًا في شعوره بالأبوة، أشعر به يسندي، يستمعني، حضنه يحتويني، ليس حضنًا صوريًا كل حين وحين أمام الجميع في المناسبات، لذلك لا أعرف دفء أحضانه، لم يكن يومًا أول شخص أذهب لأخبره بمخاوفي، سعادتي، مشاعري وكان ذلك بسبب حاجز الإحترام، والحدود التي بناها بيننا، أن لا أجلس أمامه بملابس قصيرة قليلاً، ألا يرتفع صوت ضحكاتي أمامه، ليس هو أبي، ألست من محارمه، إنني جزء منه لمَِ يفعل ذلك إذا؟

كانت مشاعري، سعادتي، بكائي، كان مكانها حضن أخي الكبير، كان دائمًا مكان أبي، حتي إن تم إستدعاء ولي أمري لأمر ما كان أخي الحاضر الماثل أمام مدرستي، جامعتي... ألخ

لا أعلم لم يحدث هذا، ولكنني أعلم أنني لست الفتاة الوحيدة التي تمر بهذا بحياتها مع أبيها، أغلب أصدقائي يواجهون هذه المشكلة، في الآوانة الأخيرة كنت أعتقد بأنه بسبب موت والدتي بعد إنجابي بعدة شهور، ولكنه أيضًا هكذا مع بقية أخوتي من زوجته الثانية.

أنا حزينة للغاية، ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيا حقًا.

أريد منكِ جوابًا على هذا الموضوع لأنني كدت أن أفقد قواي العقلية

هذه كانت محتوي الرسالة التي وصلت لـ(لين) ومن بعدها وهي في تشتت فكري، لا تعلم لم يفعل الآباء هذا؟.

ردًا على رسالتها قامت (لين) بمشاركتها خافية هوية الفتاة:

لهذا تأثير سلبي على الفتيات بسن المراهقة، يفعل الآباء هذا دون أن يدركوا كارثة الأمر، الأمر الذي يجعل معظم الفتيات تبحث عن الحنان، الآمان، الصديق، بشخص آخر بعلاقة محرمة، لا تعلم ما هو المغزي منها لسذاجة فكرها، إنجارفها، وإنسياقها وراء عاطفتها، إنه لموضوع بالغ الأهمية.

لا نري عيب في مشاركة الأب لإبنته حياتها، لأنها إن إكتفت منه كلامًا غزليًا، مساندة، دعمًا، تشجيعًا، إهتمامًا، لاكتفت، ولم يؤثر بها كلام معسول من شاب آراد التسلية بها،فكروا بكلامي جيدًا،

أنهت لين كتابتها، وشاركته لمتابعينها، بينما أرسلت رسالة تحمل معاني تبريد القلب لهذه الفتاة المسكينة.

كل يوم حكاية جديدة

#مشكلة_فتاة_بل_كل_الفتيات

#حكايات_نمنم_لـ30_يوم_غير_كل_يوم

#منة_محجوب.