ممددة على السرير أخيرا بعد يوم طويل جدا، لو أردنا تقييم هذا اليوم فيمكن وصفه ببساطة بالمريع..

فتحت عيناي على العالم هذا اليوم من خلف ستار رمادي اللون، غطى على كل شيىء و أضاق علي رؤيتي، التزمت بمهامي كالعادة لكنني كنت عصبية جدا و بالكاد تمالكت نفسي في التعامل مع صغيرتي، فهي في مرحلة اكتشاف العالم، بينما تتأهب أمها في كل حين لوقوع الكارثة، نعم.. بالاضافة الى الاكتئاب أنا أعاني من القلق الشديد و تنتابني نوبات الهلع..

آخد أقراصا كثيرة في هذا الصدد لكنها لا تجدي نفعا، و أعتقد أن ذلك يرجع للظروف التي أعيشها و ليس لفعالية الدواء.. تقفز، تتمايل، تسقط و تقوم بينما أشعر بسيمفونية طبول تقرع داخل قصفي الصدري تهزه و تقضه، بينما أسد أذناي و تغويني فكرة الصراخ بأعلى صوت.. لكنني لازلت أخشى إرهاب صغيرتي، و هو شيء أمتن لالتزامي به، سلامها الجسدي و النفسي هما مسؤوليتي و مهما عانيت فلن أسمح بأن أتسبب لها بأي أذى.

لم أكن بخير على الاطلاق، ابتعدت عنها لفترة من الزمن، انزويت في غرفتي و بكيت كثيرا الى ان انتفخ وجهي، و اشتقت لصغيرتي، خرجت و حضتنها، ربتت هي الاخرى على كتفي فانهرت أمامها و دفنت وجهي بين يديها الصغيرتين..

كل ما أتمناه اليوم هو أن أستطيع السيطرة على مشاعري و انفعالاتي من أجل ملاكي الصغير و من أجلي.