أنا إنسانة تكره الوحدة، و كثيرا ما تنتابني حالة من الذعر عندما توشك إحدى علاقاتي على الانتهاء، أكره القطيعة و ما قبلها من جدالات و أصوات مرتفعة، لوم و عتاب و محاولات مستمينة للعب دور الضحية من كلا الطرفين.

أعلم أن الجميع يكره هذا الوضع إلا إن إحساسي تجاهه متطرف بعض بعض الشيء، فقد أصاب بنوبة هلع شديدة، ترتفع معها دقات قلبي، و أشعر كأن رئتاي توقفتا عن استقبال الاوكسجين و قد يصل الأمر إلى أن أفقد وعيي لدقائق.

بعد عدة محاولات فاشلة للتخلص من هذه الحالة و تقبل الجدالات و النقاشات بصدر رحب و دون الوقوع في فخ الهلع الذي يكاد في كل مرة أن يزهق روحي مجازيا طبعا.

قررت أن أتفادى أي نوع من العتاب و كل ما يمكنه أن يرهق روحي المتعبة بما يكفي، فبمجرد ما أشعر بأنني اكتفيت من أذى معين في علاقة ما، أنسحب و بكل هدوء محافظة على ما تبقى من سلامة أعصابي.. لا أنكر أنني قد ألفت الانتباه لما يؤذيني كفرصة للاصلاح ، كما أنني أتقبل أن انتقاد تصرفاتي بحدود معينة، لكن ما أن يتم تكرار ما أذاني أو تجاوز ما وضعته من حدود معينة حتى أبتعد بشكل نهائي.

أبتعد لأجد نفسي وحيدة.. لا صبر لي على العلاقات السامة و لا قدرة لي على الوحدة.

لكنني جربت أن أءنس بنفسي، أن أجالسني و أن أقرأ لي ، أن أرعاني و أن أركز على العلاقات الحقيقة الي لا سموم فيها و لا ذعر.. نعم هناك علاقات كذلك ما إن تخرج من دائرة العلاقات السامة التي تحط منك و من قيمتك و ما إن تحب نفسك و تقدرها حتى تجدها حولك، كانت دائما حولك و سبقى دائما.