سحر التطبيقات في القرن الحادي والعشرين ميلادي
يوميات - يوم الخميس الموافق: 15 يوليو 2021
في أحد الأيام الصيفية المُشمسة في مدينة مكة المكرمة انطلقت كالعادة للعمل، وقد كُنت معتاداً على أَخذ بعضاً من الخبز المَدهون بالجُبن والقليل من العَسل ولا أنسى بذلك أخذ جزءً مما تبقى من غداء الأمس لأضعهم في حافظات الطعام، ولكني في هذا اليوم لم أجد شيءً في الثلاجة، فَحزمت أغراضي بسرعة لأنطلق في تمام الساعة الثامنة صباحاً، لمشواري الطويل المتجه من منزلي في مدينة مكة المكرمة إلى مكان عملي في مدينة جدة البَهية، حيث كان يستغرق مني الطريق قُرابة الساعة والنِصف بالسيارة.
وبعد وصولي لمدينة جِدة على الساعة التاسعة والُربع، لاحظت بأنه قد تبقى على بداية دوامي قرابة الساعة لذا توقفت عند أحد المقاهي السريعة لأُسكت به جوعي فطلبت بعض من الشطائر والمشروبات الباردة ولكن المفاجئ في الموضوع أني قد نسيت مِحفظتي!
فقمت بطرق شباك كوشك الكوفي متعجلا ً لاعتذر من صاحب المقهى لكي يلغي طلبي قبل البدء في اعداده .. بعدها توجهت لأركن سَيارتي في أقرب موقف غارقاً في التفكير ومستغربا من حالي فليس من العادة ان انسى محفظتي .. أعني كيف لي بأن أنساها ففيها كلا من بطاقاتي الائتمانية ونقودي، غير بطاقتي الهوية الوطنية ورُخصة السِواقة خاصتي والأدهى والأمر أن وقُود السيارة أيضاً لا يكفي لإيصالي لمنزلي في مكة، وأخيراً أن جوالي المتواضع لا يدعم خاصية - NFC وهيا خاصية في الجوالات تتيح لك إرفاق البطاقات الائتمانية والدفع من خلال الجوال عبر مقاربته لجهاز الدفع للبطاقات الائتمانية.
حقا لم يخطر ببالي أن اكون في هذا الموقف ..
وأنت ياعزيزي أو عزيزتي القارئ أريد منك قبل إكمالك للمقال بأن تفكر عن الحلول الممكنة لهذه المشكلة؟
يقول أحد الحكماء: (كُن مرناً كالغُصن مع الحَياة لِكي لا تُكسر).
في البداية قمت بعد رَكن سيارتي جانب الطريق، لأخذ ما يكفيني من الاكسجين، بعدها قُمت بتجزئة المشاكل ليسهل حل كُل واحدةٍ منها وبدأت بالتفكير بِبطني كيف لي بأن أُسكت هذا الجوع؟
هل أصوم طِيلة اليوم أم أرجع إلى منزلي لأستعيد مِحفظتي وأتغيب عن العمل .. أم اسئل أحد من الموظفين بأن يعيرني بعض المال .. ولكني جديد في مكان عملي .. لم يكن هنالك حل سهل بالنسبة لي لكل هذا .. غير أن يكون من عمل السِحر!
دقيقة هل قلت سِحر! نعم قُلت هذا ففي هذا القَرن الحادي والعشرين، بالنسبة لمن سَبقونا من القُرون ما نفعله يعتبر ضرباً من السِحر، فاللمسات التِقنية بشكل عام تعتبر سحراً، فأمعنت التفكير قليلاً لأجد الحل الأول لسَد جِوعي ..
فقُمت بِطلب طعام عن طريق تطبيق مرسول - وهو تطبيق لإيصال المأكولات من المطاعم عن طريق شبابنا السعودي، فعند وصوله استلمت منه الطلب وأخبرته بأني أجهل طريقة الدفع الإلكتروني لذا اقترحت عليه بأن أرسل له النُقود عن طريق الحِوالة المَصرفية الفورية، بواسطة تطببق الجوال (موقع البنك) ووافق على مَضض، ولا أُخفي عليكم بأني قد التهمت الشطيرة بأكملها بلا رحمة ..
بقي لدي مُشكلة فقدان بِطاقة الهوية ورخُصة السِواقة ولا اظن انها تعتبر مُشكلة حتى وإن كنت في فترة حج يشتد فيها التفتيش، فَبعد ما اتاحَت لنا حُكومتنا العزيزة امكانية ربط كل بيانات المواطن السعودي في تطبيق واحد يسمى توكلنا - وهو َتطبيق صَدر في فترة الحجر المنزلي لجائحة كورونا وتميز هذا التطبيق بإظهار حالة المواطن الصحية و بإظهار اشعار اخذه للتطعيم أم خلاف ذلك، والمخفي عن البعض في بدايات ظهور التطبيق كون هذا البرنامج يحتوي على إمكانية إظهار لكل بيانات المواطن ومنها البطاقات الشخصية، يعني بمقدوري استعمال التطبيق واظهار كل بياناتي سواء الهوية الوطنية او حتى رخصة السواقة.
بعد كل هذا أكملت دوامي بشكل طبيعي وأمضيت ما يقارب ثلاث ساعات الى ان حان وقت استراحة العمل فاتجهت الى السيارة لأُفكر بطريقة لأملئ تانكي البانزين دون استعمال نقود أو بطاقة ائتمانية، فليس من الممكن تحويل مبلغ مالي لحساب عامل المحطة الاجنبي او حتى خاصية NFC للجوال كما سبق وان ذكرتها .. فما الحل؟
كان بالإمكان ان أتحدث مع أحد الموظفين لأقترض منه بعض من المال ولكني جديد في بيئة عملي، وأيضاً كان بالإمكان أخذ بعض من المال كاش وتحويل المبلغ بواسطة البنك بالحوالة الفورية كما ذكرت لكم سابقاً، ولكني قد توصلت لحل أكثر ذكاءً وأقل إحراجاً من كل هذا ..
فبحثت في الانترنت لأجد بأن أحد شركات محطات الوقود والمسمى SASCO في مدينة جدة تدعم تطببق - STC PAY وهو تطبيق متعدد المميزات ومنها خاصية ذكية قد ساعدتني تتمثل في الدفع بواسطة تقنية الباركود عبر جوال موظف محطة البانزين بكل سهولة وأريحية، وبهذا تنتهي كل المشاكل والمعوقات التي واجهتها، فحمدلله على أن سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون.
شكراً لقرائتك مقالتي شاركني تعليق ان أعجبك ..
التعليقات